مع ازدياد شراسة فيروس كورونا واتساع رقعة انتشاره في الاردن بدأت النقطه الأخطر في الوباء بالظهور سريعا وهي سرعة التفشي، أعداد الإصابات تتضاعف خلال ايام قليله وبدأ قطاعنا الصحي حرب الاستنزاف مع الفيروس .
لا يخفى على أحد أن القطاع الصحي الأردني يعاني نقصا في عدده وعتاده منذ زمن ، فالنقص الحاد في اعداد وتخصصات الأطباء في القطاع الصحي العام الذي يقود معظم المعركه الان ميدانيا مع كورونا مزمن وليس وليد اليوم ، أما عن النقص في التجهيزات الطبيه فحدث ولا حرج ، وهل ننسى أن عدم توفر سرير عناية حثيثه لمريض ما في القطاع العام كان يشغل الرأي العام من اذاعات تتحدث ونواب ومسؤولين و واساطات لا تنتهي لتوفير ما هو غير متوفر، فنسبة إشغال بعض الأقسام كانت تتجاوز ال ١٠٠٪ وحاضنات الاطفال في قسم الاطفال في مستشفى البشير اكبر مثال .
مع دخول وباء كورونا الأردن على عجل وعلى نظام الفزعه فرغ مستشفى الامير حمزه والذي يشكل جل الحيله والفتيله واضيف له بعض الأقسام مستشفيات أخرى وتوسعت الوزاره في قدرتها الاستيعابية لمرضى كورونا مغفلة الجانب الأهم وهو الكوادر الطبيه .
كثير من الدول كانت أولى إجراءاتها في مكافحة فيروس كورونا رفع أعداد كوادرها وتحفيزهم ، وعملت تلك الدول على وضع كل الاستراتيجيات والاحتياطات اللازمه للحفاظ على كوادرها من الاصابه بالفيروس من خلال تكثيف الدورات التدريبيه للكوادر بكيفية حماية أنفسها وكيفية التعامل مع المصابين فأنشات بروتوكول كامل متكامل للعمليه العلاجيه .
دأبت أيضا تلك الدول على رفع معنويات الكوادر الطبيه المحاطه بالمخاطر ووفرت كل ما يلزم من إجراءات تقلل من أعداد الإصابات بينها من خلال التشخيص السريع للكوادر المصابه سريعا وعزلها وذلك بإجراء فحوصات دوريه للكوادر وظهور سريع للنتائج.
الكوادر الصحيه اليوم في وزارة الصحه تعاني النقص الحاد اصلا في اعدادها التي بدأت تتناقص مع تفشي فيروس كورونا بينها ففي كل يوم تظهر اصابات جديده في صفوف الكوادر ولا يوجد بديل ليقوم بالعمل مكان من يصاب سوى أن يوزع الحمل على من بقي ليبدو المشهد في صفوف كوادر وزارة الصحه مشهد انتظار بين مصاب ومن سيصاب وانتم السابقون ونحن اللاحقون.
حاولت جاهدا أن أحصل على ارقام حقيقيه لاعداد الإصابات في صفوف كوادر وزاره الصحه ولكني جوبهت بالتكتم الشديد في أروقة الوزاره ومسؤوليها لاتوجه لزملائي في الميدان واصتدم بما اسمع ، فحين يصل معدل الاصابه الطبيعي في صفوف الكوادر الصحيه عالميا ١٠٪ فقد تجاوزته بعض مستشفياتنا بشكل كبير ومقلق ،مستشفى الزرقاء أحد الامثله فقد اتخذت إدارة المستشفى قرارا يوم امس بإغلاق العيادات الخارجيه وإيقاف العمليات المبرمجه وبعض الاقسام للازدياد في اعداد اصابات كوادر المستشفى.
نطرح اليوم اسئلة على حكومتنا الى متى ستبقى كوادرنا تعمل كأنها رقم ؟ السنا بأمس الحاجه لكل فرد من هذه الكوادر ؟ أليسوا بشرا مثلكم في بيت كل منهم عزيز عليه ضعيف يخشى إصابته ؟
الا تخشى حكومتنا من جعل المستشفيات بؤرا لتفشي الوباء بدلا من علاجه؟
الكوادر الصحيه درع الوطن وسلاحه في الحرب مع وباء كورونا وتحتاج وقفة سريعه لتوفير كل ما يلزم لحمايتها من وسائل حماية وبرتوكولات واضحه للعنايه العلاجيه كامله