هل سندخل إلى جنوب سوريا ؟
تتدحرج التوقعات بشأن جنوب سوريا الى درجة يمكن التكهن فيها بأن «الخربشات» هناك ستتحول الى مواجهات كبرى، وان داعش ستنزل بثقلها الفلولي الى مناطق قريبة من حدودنا.
اللغة الاستراتيجية الاردنية تجاه ذلك، لا بل تجاه ملف الازمة السورية برمتها، بدأت تتغير، ربما بسبب طبيعة التحديات الجديدة، ولا ننكر ان ترامب الى المشهد فرض تأثيرا على مواقفنا من الملف السوري.
هل سندخل بجيشنا الى جنوب سوريا؟ سؤال كبير ومقلق ومحتمل، وهل سنكون بموقف لا خيار لنا فيه الا التحرك بقطاعاتنا العسكرية نحو مصادر التهديد لنمع تمكنها على الارض.
ندرك تماما، ان المخدات التي اعتمدنا عليها سابقا باتت بالية، وان مخيم الركبان تتعاظم فيه «لوجستيات التطرف»، وسقوط الموصل والرقة سيكون سببا في تجمع داعش بالقرب من حدودنا.
لذلك قد نرى انفسنا مضطرين لإكراهات تجعل من الضروري الاشتباك مع الجبهة الجنوبية بطريقة مختلفة عما اعتدنا عليه سابقا، بمعنى الذهاب اكثر عسكريا في العمق السوري.
هذا التطور له محاذير كبيرة، لذلك لابد ان تدرس بعناية وطنية حساسة، لابد من موازنة حجم التحدي المحتمل من اقتراب داعش نحو حدودنا بحجم كلفة دخولنا الى حرب في الجنوب السوري.
عندها يمكن ان نقرر كيف نتصرف وبأي اساس وعلى اي نحو، هل سنكون لوحدنا ام سيكون التدخل عام يشمل واشنطن وموسكو وكل اطراف اللعبة.
هناك اسئلة كثيرة يطرحها خيار التدخل المباشر في جنوب سوريا، فبعد خطابنا التصعيدي تجاه ايران ونظام بشار، كم سنثق بعدم توريطنا من قبلهم في حالة استنزافية لا يمكننا الخروج منها بسهولة.
على مطبخ القرار ان يتريث، وان يحضر درسه بشكل جيد، فلا مكان للخطأ، والصورة ضبابية معقدة فيها بعد مغامراتي يحتاج الى تفكيك وتركيب.
ومع ذلك سندعم خيارات الدولة مهما كانت بوصلة الاتجاهات، والسبب ان الوطنية في معناها العميق تستدعي دائما الوقوف مع الدولة في الشدائد وفي لحظات الاختبار الكياني.