هل ستُطفىء #دماء_غزة المتوهجة كهرباء شجرة #عيد_الميلاد في #العالم…رؤية تحليلية…
ا.د #حسين_محادين*
(1)
المجد للشهداء في غزة فلسطين..والشموخ لاهلنا الصامدون والمكلمين ايضا في غزة وصولا الى نون الانسانية التي يهددها الكيان الصهيوني باقرار كل شعوب العالم الحرة بتعدد لغاتها ومعتقداتها بما في ذلك اليهود الحقيقيون في العالم كأهل كتاب تظاهروا وادانوا حرب الابادة التي تمارسها الصهيونية بفلسطين ضد قيم انسانية الانسان التي تؤمن البشرية بسيادتها على مسرح هذه الحياة.
( 2)
يُمكنني الاستنتاج جازماً؛ بأن شعوب العالم الغربي تحديدا وهم على ابواب احتفالات العام الجديد وهي اساسية في حياتهم قلقون فعلا على فرحهم السنوي هذا ، إذ لأول مرة أخذ المواطن الغربي يشاهد ويعيّ شعبيا ضخامة المجازر المتصاعدة ضد الفلسطينين على مدار شهرين للآن، وهذا الوعي الحديث تم بفضل فعالية ادوات التكنولوجيا وثقافة الصورة الحية للعدوان الصهيوني التي تبُث بكل اللغات والصور للعالم حرب الابادة هذه بعد ان تجاوزت اهمية وتاثيرات هذه الوسائل المعاصرة في الراي العام الغربي مهمشة بذلك حضور وتاثير كل وسائل الاعلام المختلفة/التقليدية التي كانت تابعة ومجيّرة بالمال للصهيونية العالمية في الغرب.
( 3)
لقد ساهمت لحظية وسائل التكنولوجيا ببثها الحيّ العابر للحكومات الغربية وإعلامها الذيلي لها في زيادة معرفة الانسان الغربي المُغيب قبل 7 اكتوبر بجذور وواقع الصراع العربي الإسرائيلي عبر اشهار هذه الوسائل التكنولوجية الفعالة لحجم الابادة البشرية التي يتعرض لها اهل غزة الفلسطينية عروبة واسلام، فهذه الدموية الفريدة عبر التاريخ التي تمارسها الصهيونية انما هي ايضا مخالفة لمنظومة للقيم الانسانية النبيلة ولقوانيين الحروب في العالم والأمن الانساني ممثلا في “الشرعية الدولية” الغائبة للآن عن ادانة العدوان على غزة او حتى النجاح في وقف اطلاق النار للآن.
(4)
إن هذا التغير النوعي والوعي الجديدان لدى جُل المواطنيين الغربيين هو الذي قاد الى اشعال الجماهير الغربية ضد حكوماتهم المتحالفة مع الكيان المحتل.
أن هذا الادراك والرفض الميداني والجمعي المتنام في الغرب ضد ممارسات المحتل لفلسطين قد تجلى في تعبيرهم الرافض للعدوان الإسرائيلي عبر المظاهرات والمواقف العلنية الرافضة له كما اطلقتها وبقوة فكرية واعلامية جديدة شخصيات فنية ورياضية واعلامية سياسية مشهورة جاهرت بمناهضتهم لاسرائيل المحتلة وعدوانيتها الدامية كحليفة مدللة لحكومات الغرب في بلدانهم بقيادة امريكا.
( 5)
إن هذا الوعي الجمعي الصارخ والجديد حجما وسعة انتشار في المجتمعات الغربية لم يكن ليظهر جليا لولا فضل إيمان وتضحيات وصمود اهلنا الاسطوري في غزة ومحيطها بحقوقهم التاريخية والإنسانية في التحرر من ربقة المحتليّن.
( 6)
يبدو ان الغرب الشعبي قد آخذ يدرك ولو متاخرا اي بعد ثمانية عقود على هذا الصراع الحضاري حجم وحقيقية صهيونية هذا الكيان المحتل لفلسطين والمدعوم من قِبل حكوماتهم الغربية منذ وعد بلفور وحتى ارتقاء اخر طفل وانسان فلسطيني الى عليين جراء حرب الابادة المستمرة على غزة واكنافها، لذا بدأنا نشهد ارتفاع حجم وتنوع اشكال الاحتجاجات المطالبة بوقف العدوان على الشعب الفلسطيني ومؤسساته الخدمية والدينية معا.
اخيرا…
فهل ستُطفىء او تحظر بقوة دماء كل الشهداء الفلسطينين انوار شجرة عيد الميلاد في الغرب رغم قداسة كل منهما..؟.
تساؤل مفتوح على الاحتمال والحوار تقديرا لإنسانية الانسان بالمطلق على هذه البسيطة.
- قسم علم الاجتماع -جامعة مؤتة -الأردن.