هل ستترك الحكومة بدون إسناد؟ / عمر عياصرة

هل ستترك الحكومة بدون إسناد ؟

يرى المخضرمون من النواب ان حكومة الرزاز الى الان لم تتلق اي نوع من الاسناد الذي توفره المؤسسات السيادية في اثناء مرحلة نيل الثقة من النواب.
طبعا هناك اسناد ضمني تأخذه كل الحكومات دون اشارات تأتي من المؤسسات، هذا الاسناد، عنوانه: ان البعض من النواب لا يجيز لنفسه حجب الثقة “حزب كل الحكومات”.
مع ذلك لن تستطيع الحكومة عبور امتحان الثقة بحزبها الضمني، تحتاج اما الى اقناع النواب ببرامجها، او تقديم وعود خدماتية، او انها ستطلب الاسناد المعتاد.
الرئيس عمر الرزاز مع فريقه المختصر التقى الكتل والنواب في جولة مكوكية، الهدف منها تلطيف الاجواء، واجتذاب ما تيسر منهم الى جهة الحكومة اثناء التصويت على الثقة.
هنا يبدو الرئيس مراهنا على قدراته كي ينال الثقة، ولعل تكتيكه الذي من خلاله تمكن من لقاء النواب قبل إلقائهم كلماتهم النقاشية، كان الهدف منها تكسير لغة الرفض لديهم، وترطيب الحلوق قبل التصويت.
يقال إن الرئيس كان مرنا، مواربا، فبمجرد تلقيه ملاحظات الكتل والنواب، اظهر ديناميكية عالية دون وعود محددة، مما جعل الجميع يخرج من تلك الحوارات بالقول انها ايجابية.
ايضا، يستفيد الرزاز، كما كل رؤساء الحكومات السابقة، بأن ثمة كتلة رئيسية من النواب تخشى من انه في حال حُجبت الثقة عن الحكومة سيرحل المجلس ويتم حله من الملك.
مع كل هذه المعطيات التي أراها ستساعد الحكومة بنيل الثقة، الا انني اعقد جازما، بأن المرجعيات تراقب المشهد من كثب، وتتلقى التقارير، وستتدخل ان احتاج الرئيس لإسناد.
ببساطة، سنستمع لكلمات نارية من النواب، وبعد ذلك، سيحجب بعضهم، ولن يفعل البعض الآخر، واظن ان الرزاز سينال الثقة التي تتجاوز الحافة بمسافة آمان.
لكن بعد ذلك، كيف سيتشكل المزاج الشعبي تجاه الحكومة، هل 100 يوم الموعودة سيكون لها الاثر الكبير، ام ان شعبية الحكومة حسمت الى غير رجعة؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى