الوقح / كامل نصيرات

الوقح
المذيعة تحاور مسؤولاً عراقياً يعرفه و يحفظه الجمهور العربي عن بكرة أبيه ..فهو ممن أتوا على دبابة أمريكيّة..كان أيّامها يصف الأمريكان بالأصدقاء..و الشركاء..و الذين أتوا لكي يقيموا العدل في بلاده..!
لا يهم كثيراً ..فذاكرة التاريخ لا تنسى و لن تنسى كيف كان يتبجح..وكيف كان يستقوي بالأمريكان على شعبه وعلى مقاومته ..ولن تنسى كيف كان يتلذذ بتعذيب خصومه و استحضار الخطط الجهنمية لمساعدة الامريكان في ذلك ..
ايضا لا يهم..ما يهمني ..هو درجة الوقاحة و الكلاحة و الاستعباط و الاستخفاف..!
كانت تسأله المذيعة عن الوجود التركي في العراق ..فقال سنقاومهم ..وعندما قالت له : وهل باستطاعتكم ذلك ..؟ قال بنبرة تحدي : نحن قاتلنا الاحتلال الأمريكي أكثر من عشر سنوات وأخرجناه من العراق..هههههههههههههههههههههههه ..لا يا شيخ ..أنت قاتلت..؟ أنت قاومت الاحتلال ..؟ أنت أخرجتَ القوات الأمريكية ..؟ ! أية وقاحة هذه ..؟
من الذي كان يملأ الدنيا زعيقاً في كل الفضائيات عن اصدقائه الأمريكان ..؟؟ من الذي كان يقول أن الذي في العراق ليس مقاومة بل ارهابيون خارجون عن القانون ..؟؟ من الذي اشعل العراق كله لقتل المقاومين و القاء القبض عليهم ..؟ من الذي رقص عند جثث الشهداء و غنّى و نطنط ..؟؟ أتحسب أننا ننسى ذلك ..؟؟!
لست في صدد الحديث عن الأزمة التركية العراقية ..و الحق مع مين أو ضدّ مين ..فهذه ألاعيب السياسة ؛ وفي أوطاننا ليس هناك قرار مستقل ..كل التحرّكات و القرارات لها (معلّم) يعطي اشارة البدء و النهاية ..! لكنني في خضمّ ذلك ؛ يقهرني الذين يعتقدون بأنهم أسياد المرحلة وهم عبيدها و أدواتها ..حتى ألسنتهم ليست ملكهم..!
ملعون أبو السياسة التي تجعل الوقاحة و البلادة صنوان لكل سياسي لا يحترم ذاكرة الناس و التاريخ ..!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى