هل خرق ترامب البروتوكول الملكي خلال زيارته التاريخية إلى بريطانيا؟

#سواليف

أثارت لقطة مثيرة من زيارة الرئيس الأميركي دونالد #ترامب “التاريخية” إلى #بريطانيا جدلا واسعا، إذ لاقى انتقادات بسبب مزاعم خرقه #البروتوكول_الملكي، في أول زيارة له إلى المملكة المتحدة منذ عام 2019.

وانتشر مقطع فيديو على منصات التواصل الاجتماعي ظهر فيه ترامب متقدما بخطوات عن #الملك_تشارلز الثالث في أثناء مراسم استقباله وزوجته ميلانيا في قلعة وندسور، بمشاركة الملكة كاميلا، إضافة إلى الأمير وليام وزوجته كاثرين.

لكن اللقطة التي ظهر فيها ترامب وكأنه غير مكترث بالملك، دفعت عديدا من الناشطين للتعليق على المقطع -الذي حقق ملايين المشاهدات- بعبارات مثل “الملك غير موجود”، و”ترامب يتجاهل تشارلز”، “لماذا استسلم الملك لترامب مجددا”.

وشارك آخرون جانبا من البروتوكول الملكي البريطاني “عند المرور بجانب الجيش الملكي أو خلال الفعاليات الرسمية، يجب على الزائر الحفاظ على مسافة احترام واتباع خطوات عضو العائلة المالكة، ويجب على الزائر ألا يسير أمام الملك، بل عليه اتباع #البروتوكول المعتمد، الذي يعطي الأولوية للملك أو أفراد العائلة المالكة”.

هذه التعليقات طرحت عدة تساؤلات، أبرزها: هل سلوك ترامب في الفيديو كان مقصودا؟ أم أن المنصات بالغت في تفسير المشهد؟ هل تعمّد الرئيس الأميركي #خرق_البروتوكول الملكي في بريطانيا، أم أنه مجرد سوء فهم ضخمته المنصات؟


بداية الانتشار

تتبع فريق “الجزيرة تحقق” مقاطع الفيديو التي انتشرت رقميا بعد الزيارة التي بدأت في 17 سبتمبر/أيلول الجاري، ويتضمن جدولها استعراضا ضخما لحرس الشرف، وموكبا لعربات تجرها الخيول عبر أرجاء قلعة وندسور، واستعراضا جويا، ومأدبة رسمية.

ورصد الفريق انتشار مقطع الفيديو بشكل واسع عبر حسابات موثقة على منصة إكس مصحوبا بانتقادات شديدة اللهجة.

لكن اللافت أن حساب القصر الملكي نشر المقطع نفسه الذي ظهر فيه ترامب إلى جانب أحد حراس الشرف متقدما بخطوات عن الملك، لكنها كانت مرفقة بعبارة “تم تنظيم استقبال رسمي رائع في قلعة وندسور، الملك تشارلز دعا الرئيس الأميركي ترامب لتفقد حرس الشرف”.

لقطة مجتزأة

وبمراجعة البث المباشر لقناة العائلة الملكية عبر يوتيوب، يظهر الملك تشارلز في الدقيقة 1:38:28 يطلب من الرئيس الأميركي بمرافقة قائد حرس الشرف لبدء الجولة التفقدية، وبعدها ينتظر الملك تقدم ترامب مع قائد الحرس ويبدأ السير خلفهما.

كما تظهر لقطة أخرى في الدقيقة 1:39:28 تحديدا من البث المباشر أن الملك أشار بيده إلى الرئيس الأميركي للتقدم وتفقد حرس الشرف، ولم يكن بمبادرة من ترامب، مما يؤكد أن اللقطة مجتزأة ووظفت في سياق مضلل.

ولم تكن هذه المرة الأولى لانتشار هذا التضليل، إذ أثير الجدل نفسه سابقا على منصات التواصل الاجتماعي خلال زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى بريطانيا في يوليو/تموز الماضي، وواجه انتقادات بسبب مزاعم خرق البروتوكول الملكي أيضا.

وردا على هذا الجدل الدائر، أعاد ناشطون مشاركة صور ومقاطع فيديو ظهر فيها عدد من الرؤساء والزعماء في مراسم استقبال رسمية في المملكة المتحدة، وظهروا متقدمين على الملك أيضا، في مشهد مشابه جدا لمشهد ترامب خلال زيارته إلى المملكة المتحدة.

الخلاصة
الصور ومقاطع الفيديو وكل المعطيات تؤكد أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لم يخرق البروتوكول خلال زيارته إلى بريطانيا، بل على العكس، إن تكرار المشهد نفسه في زيارات تضم رؤساء وزعماء يعزز أنها تشير إلى التزام بالبروتوكول الملكي البريطاني وتقدير للضيوف، خلافا لادعاءات بعض الحسابات.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى