هل حان الوقت لاستعادة #الصهاينة للوديعة التي احتفظوا بها مع حكومات المشرق و تنفيذ #ملحق_وعد_بلفور؟
بقلم : المهندس محمود ” محمد خير” عبيد
المشاهد للأحداث المتسارعة في اقليمنا و منطقتنا خلال العامين المنصرمين و عدم الاستقرار الأمني و السياسي في المنطقة يوقن بان مشرقنا مقبل على تحول جذري و إعادة رسم لحدود المنطقة و ذلك من خلال العمل على تنفيذ الملحق المؤجل من وعد بلفور و الذي لم يعلن عنه سابقا” و لم يظهر للعلن فنحن كشعوب نأخذ ما يصل لنا من المستعمرين و حكومات الانتداب كمسلمات لا يمكننا ان نتبين الصواب من الخطأ و لكن خبايا وعد بلفور و ملحقاته يمكن لاي أي متابع للشأن السياسي في مشرقنا على مدى مائة عام ان يتلمسه و ها هو الوقت قد حان من اجل ان يظهر للعالم ملحق هذا الوعد بدعم امريكي و دولي حيث يتضمن هذا الملحق العمل على تسليم الوديعة التي اودعها الاستعمار الصهيوفرنسي و الصهيوبريطاني والتي وعدو بها الصهاينة اليهود منذ ان عملوا على اسقاط الدولة العثمانية من خلال التحالف و التغرير ببعض قيادات المنطقة الطامعين بالسلطة تحت مسميات واهية وأد الفقر و الجهل و الانتصار للقومية و حرية الأنسان كل ذلك من اجل الانقلاب على الدولة العثمانية حتى يقوموا بتسليم الصهاينة سوريا الكبرى بدءا” بفلسطين و انتهاءا” بالأردن و سوريا و لبنان و العراق, فها هو مشرقنا بشكل عام و الأردن بشكل خاص مقبل على انتهاء دوره كمنطقة عازلة اوجدها الاستعمار الصهيوبريطاني بين الكيان الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين ايقونة المشرق و من يطلق عليهم اعراب الجزيرة العربية من احفاد بني النضير وبني قريظة وبني قينقاع المهرولين نحو اتفاقيات تطبيع مع ابناء عمومتهم الصهاينة فهم كانوا و ما زالوا و سيبقون حلفاء للصهاينة منذ ان اعتلوا عروشهم وتنازلوا عن ارض لا يملكوها للصهاينة و ليحققوا للصهاينة ما لم يحققه لهم العثمانيين الذين قاموا بتجهيل و استعباد أبناء المشرق و لكن لم يتنازلوا عن شبر واحد من أراضي سوريا الكبرى للصهاينة فها هم الأعراب خارج نطاق إعادة حسابات رسم حدود مناطقهم, فمشرقنا منذ سقوط الدولة العثمانية واتفاقية سايكس بيكو المشؤومة ووعد بلفور السيء الذكر ولدت مُستعمرة فسوريا كانت تحت الاحتلال الفرنسي و من ثم أصبحت تحت الاحتلال الروسي و الوصاية الفارسية و لبنان كان و ما زال تحت الانتداب الفرنسي و الأردن و العراق و فلسطين تحت الانتداب البريطاني و من ثم أصبحت تحت الاستعمار الصهيوأمريكي بإدارة مندوب سامي وطني, عندما قرر المستعمرون ممن يطلق عليهم الصهيوفرنسيين و الصهيوبريطانيين الخروج و منح الاستقلال الوهمي للمناطق المستعمرة و انشاء دول وهمية حسب اتفاقية سايكس بيكو منشقة عن ارض سوريا الكبرى التي تم تمزيقها الى كانتونات و دويلات تحكمها حكومات و قيادات تم انتدابها و توظيفها مقابل رواتب تصرف من الدول الاستعمارية قاموا بتسليم ارض فلسطين للصهاينة تنفيذا” لوعد بلفور المشؤوم و قاموا بإيداع ما تبقى من ملحقات هذا الوعد الذي لم ينشر و المتضمن أراضي المشرق قاطبة و التي يطلق عليها بلاد الشام و المتضمنة في ملحقات وعد بلفور من أراضي سوريا الكبرى كوديعة لدى الحكومات المنتدبة من دول الاستعمار و التي قاموا بتنصيبها على شعوب هذه المنطقة والتي اطلقوا عليها حكومات وطنية مستقلة اسما” و ليس ضمنا” حيث تم تشكيل هذه الحكومات و تنصيبها من قبل القوات الاستعمارية, فتلك الحكومات الحاكمة لمشرقنا و منذ اعلان الاستقلال الوهمي لآراضي سوريا الكبرى لم تكن و لن تكون في يوم تمثل إرادة و أحلام شعوب سوريا الكبرى الوطنيين الأشراف و لن تعمل تلك الحكومات الوضيعة و العميلة للاستعمار من اجل رفعة الأوطان و الشعوب بل كانت و ما زالت تقوم بما يملى عليها ممن نصبهم على هذه الأرض و هم يمثلون القوى الاستعمارية بأطماعها و سيطرتها الى ان يحين الوقت المناسب من اجل العمل على تسليم الوديعة المتضمنة في وعد بلفور للصهاينة المغتصبين ليحققوا طموحاتهم و احلامهم بنشر سيطرتهم على ارض الحضارات سوريا الكبرى, فهذه الوديعة أتت من رحم المشروع الصهيوني لخدمته و سوف تعود الى حضن وعد بلفور الذي اعتبر المشرق من شماله الى جنوبه و من شرقه الى غربه جزء لا يتجزأ من و امتداداً جغرافياً للكيان الصهيوني و ارض صهيون, لقد اعتقد أبناء سوريا الكبرى الذين لم يطالهم التوسع الصهيوني قبل قرن من الزمن بان ارضهم و اوطانهم في مأمن من الاتفاق الاستعماري الصهيوني, و ان قضيتهم انتهت بتمزيق أراضي سوريا الكبرى وتنفيذ اتفاقية سايكس بيكو وذلك لأنهم لم يكونوا على اطلاع كامل على وعد بلفور المشؤوم و ملحقاته و انهم سيستطيعون مقاومة الصهاينة بمساعدة و دعم حكوماتهم التي تم تنصيبها من قبل المستعمرين, و لكن للأسف ها هو الفأس قارب ان يقع بالرأس قبل أن يتنبهوا إلى تجريدهم الممنهج من كل ما يربطهم بقضيتهم و ارضهم و وطنهم من روابط اجتماعية ومكانية وزمانية وحرمانهم من تحرير ايقونة مشرقهم فلسطين وتشكيل هوية مشرقية حرة مرتبطة بالأرض.
أن الأوان لأن نستيقظ و نتلمس ما يجول حولنا من مكائد و دسائس و خيانات و تنازلات عن أراضينا و اوطاننا لصالح الصهاينة و اتباعهم, فالقضية لم و لن تقف في يوم عند اغتصاب ارض فلسطين, القضية اعظم و اكبر من ذلك بكثير فالقضية هي عملية استحواذ لأرض سوريا الكبرى قاطبة و تسليمها للصهاينة بدعم امريكي و دولي و بمساعدة الحكومات التي تحكم المشرق و التي تنظر صباح مساء ممانعتها و ومقاومتها للصهاينة و اطماعهم و هم من يحملون مفاتيح و مقدرات سوريا الكبرى ليسلموها للصهاينة, الكذبة التي انطلت على ابائنا و اجدادنا منذ 100 عام و المتضمنة مقارعة الصهاينة و اطماعهم في مشرقنا تحت مسمى الوطنية و القومية الكاذبة لم تعد تنطلي علينا بعد ان انكشفت حقيقة كذبهم و خياناتهم و موالاتهم للمستعمر من اجل الاستحواذ على العروش و الانقضاض على المكاسب المادية التي يهبهم إياها اسيادهم المستعمرين لشرفهم و كرامتهم فما هم سوى عبيد في حضيرة اسيادهم المستعمرين. ان وعد بلفور و ملحقاته لم يُرسم لأبناء سوريا الكبرى ولأرضهم مصير غير مصير أبناء فلسطين و ارض فلسطين. علينا كشعوب سوريا الكبرى ان نبدأ من الأن بمحاربة التوسع الصهيوني من خلال تحرك دولي وطني يحارب أي نوع من الانقضاض المباشر او غير المباشر للصهاينة على أي شبر من أراضي سوريا الكبرى و دحر أي مخططات صهيوامريكية لتنفيذ ملحقات وعد بلفور.
فها هم الصهاينة وحلفائهم الدوليين والإقليميين يخططون بان يضعوا يدهم على ما تبقى من أراضي سوريا الكبرى الذاخرة بالمصادر الطبيعية التي يسيل من اجلها اللعاب فها هم يحاولون ان يبدؤا بفرض نفوذهم و وصايتهم على لبنان لينتقلوا بعدها الى الأردن و من ثم سوريا بحيث تصبح أراضي سوريا الكبرى قاطبة كمنطقة نفوذ خالصة. يتبعها استراتيجية تصفية أي ملفات عالقة و اغلاق ملف القضية الفلسطينية وفصلا صهيونيا جديداً من فصول وعد بلفور للسيطرة المباشرة على سوريا الكبرى بذرائع، ثم احتلال كامل أراضي سوريا الكبرى, هذا المخطط ليس أوهام او أحلام, هذا مخطط ما هو الا ملحق من ملاحق وعد بلفور سيعمل على دعمه العالم و الأعراب المحيطين بسوريا الكبرى الذين يحملون في خفايا قلوبهم الحقد الحضاري و الثقافي و الفكري لأبناء سوريا الكبرى و المخطط الصهيوني سوف يعمل على تنفيس بعض مما يحملوه من حقد و غل لأبناء سوريا الكبرى و حضارتهم و تاريخهم.
نحن أبناء سوريا الكبرى لم نكن في يوم حلفاء او عبيد للصهاينة و حلفائهم و اتباعهم و ستبقى هويتنا المشرقية و انتمائنا المشرقي شامخا كشموخ جبال لبنان و فلسطين و سوريا و الأردن, و ليس هناك قضية تتفوق على قضية و وحدة سوريا الكبرى, و ليعلم الصهاينة و حلفائهم و غلمانهم بان سوريا الكبرى سوف تبقى ارض الحضارة و العلم و الثقافة و الفكر و شعبها لا يعترف بسايكس بيكو و لا وعد بلفور و ان حرية ارضهم و مقدساتهم الإسلامية و المسيحية اهم بكثير من الازدهار المزيف و الرغد الاقتصادي المغلف بالذل, فشعبنا الواحد بفسيفسائه الجميلة التي تتضمن كافة الأعراق و الطوائف و المعتقدات سيقاوم كل شكل من اشكال الانتقاص من الهوية المشرقية او التنازل عن ذرة تراب من تراب هذه الأرض المباركة و ليس للصهاينة أي وديعة على هذه الأرض.
و ليعلم الصهاينة و حلفاءهم و صبيتهم في المنطقة ان شعب سوريا الكبرى سوف يعمل على اجهاض أي محاولة للاستحواذ على شبر واحد من هذه الأرض و ليحرقوا وعدهم المشؤوم و ملحقاته في مزابل التاريخ و ليتدفأ عليه صبيتهم الذين منحوهم الحق في الانقضاض على ارض لا يملكوها, فارض المشرق المتمثلة بسوريا الكبرى هي حق لكل انسان وطني حر يؤمن بارضه و بقوميته المشرقية و ليست حق للدخلاء الذين اتوها من مشارق الأرض و مغاربها باسم تحرير الأرض و الشعوب من الجهل و الفقر و العبودية للعثمانيين, فعبودية العثمانيين و حرية اوطاننا اسمى بكثير من حريتنا و اغتصاب ارضنا و اوطاننا.