هل جاءت أنفلونزا الطيور وأنفلونزا الخنازير من الفضاء الخارجي؟

هل جاءت أنفلونزا الطيور وأنفلونزا الخنازير من الفضاء الخارجي؟
من أرشيف الكاتب الفلكي عماد مجاهد عام 2012

في نهاية القرن العشرين شهدنا انتشار أوبئة خطرة قتلت الآلاف وهددت الملايين من البشر في جميع أنحاء العالم، وأدت إلى إعدام ملايين الحيوانات والطيور بشكل مقصود من اجل القضاء على هذه الأوبئة وحسرها، وأنفقت الدول المتقدمة مليارات الدولارات لقاء مواجهة هذه الأوبئة، مثل مرض جنون البقر وأنفلونزا الطيور ومن ثم أنفلونزا الخنازير، ويتوقع خبراء في البيولوجيا الفلكية ظهور أوبئة أكثر فتكا من هذه الأوبئة مستقبلا.
إن ربط انتشار الأوبئة الفتاكة وظهورها بين فترة وأخرى وبين الأجرام السماوية لم يأت اعتباطا، فقد بينت التحاليل التي أجريت على بعض النيازك التي سقطت على الأرض وجود ميكروبات حية وبعض الأحماض الامينية، كما عثر العلماء على أنواع مختلفة من البكتيريا غير معروفة على الأرض في الطرف الخارجي للغلاف الغازي الأرضي وبعضها جاء من الفضاء الخارجي إما عن طرق المذنبات أو الشهب والنيازك والكويكبات.
كما بينت الإحصائيات أن انتشار بعض الأوبئة مرتبط بالنشاطات الشمسية، حيث لوحظ أن انتشار الأوبئة المختلفة مثل الطاعون والتيفوئيد والسل والكوليرا تزداد مع زيادة النشاطات المغناطيسية الشمسية أو عند هبوطها عن معدلها، حيث أن الشمس تمر منذ أكثر من شهر في فترة هدوء مغناطيسي شمسي لم تشهد مثيلا لها منذ أكثر من قرن كما أشارت إليه المراصد الشمسية.
وللتأكد من هذه الافتراضات والتحاليل العلمية، فقد أجرى باحثون من بريطانيا والهند دراسة على طبقة الستراتوسفير التي ترتفع عن سطح الأرض حوالي 4100 متر، وتم جمع عدد كبير من الجزيئات العضوية الموجودة فيها والتي أشارت إلى وجود الفيروس المسبب لمرض “أنفلونزا الطيور” الذي انتشر في الصين أولا، ومن خلال التحاليل تبين انه ربما دخلت هذه الفيروسات من خلال طبقة الغلاف الغازي الرقيقة نسبيا فوق جبال الهمالايا في الصين ومن ثم انتشرت في الصين مسببة بمرض “أنفلونزا الطيور” ومن ثم انتشر في العالم.
إن التحاليل العلمية تؤكد أن حوالي طن واحد من المواد البكتيرية تدخل الغلاف الغازي الأرضي يوميا، وبعضها ينفذ إلى سطح الأرض إما عن طريق الأمكنة الرقيقة للغلاف الغازي الأرضي أو من خلال التصاقها بالمركبات الفضائية التي تعود إلى الأرض أو ببدلات رواد الفضاء.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى