هل تلاشى بريق الرزاز؟ / عمر عياصرة

هل تلاشى بريق الرزاز؟

كثيرون فقدوا حماستهم لحكومة الرزاز، ملاحظة لا يمكن انكارها، فعلى المستوى الشعبي والنخبوي، بدأت اسهم الحكومة بالانحدار لدى البعض الذي لا يستهان به.
اكبر الادلة على ذلك البرود الجامح في تفاعل الناس مع انجازات اعلنتها الحكومة ضمن خطة المائة يوم، فلا حفاوة تذكر، ولا ثناء سمعناه، بل ساد المشهد حالة من التهكم والسخرية.
الرزاز بشخصه كان موضع ترحيب واملاً عند الكثيرين، فقد راهن الناس على بساطته وصدقيته ونزاهته، وايضا راهنوا على دعم الملك له، وعلى تأثيرات الدوار الرابع وتظاهراته.
من هنا جاءت التوقعات كبيرة بحق الرجل، وربما فاقت قدرات الرزاز ومخططاته، لكنها شكلت في النهاية سيفا مسلطا على رقبته، وستكون ميزانا في الحكم عليه، ومؤشرا على صعود شعبيته او تراجعها.
انتظر الناس منه اداء فارقا ملموسا، وقرارات انعطافيه وازنة، لكنه – للاسف – تستر بإنجازات لا يمكن وصفها موضوعيا الا بأنها قرارات روتينية اعتيادية، يجب التعامل معها يوميا.
ثم جاءته قضية الدخان على طبق من ذهب، فلم يستثمرها كما ينبغي، وأظنه استسلم «للطبطبة» التي اجريت على القضية، فتم التستر على البيروقراطية المتورطة، وعلى الغطاء السياسي المحتمل، وغادر مطيع، ربما الى غير رجعة.
تورط الرئيس بمهلة المائة يوم، وقصة العطوة، واعتمد على بدعة زمنية، كان الاجدر به تجاوزها، لكنه اعطى فرصة مبكرة لخصومه ومريديه على السواء كي يحاكموه، فهو من طلب التقييم المبكر، وخلط بين حساب السرايا وحساب القرايا.
مع كل ذلك، ورغم قناعتي بتراجع لمعان الرزاز، الا ان في الافق مزيدا من الفرصة والتحديات على السواء، واجزم ان قانون الضريبة سيكون احد اهم ادوات سحق البريق او اعادة انتاجه.
مشكلة الرئيس وحكومته انه يحكم الرابع، بلا مشروع سياسي يستند اليه، ولا اعرف كيف يمكن له ان يقارع وينجح ويستمر دون هذا المشروع.
لا بل حتى عقده الاجتماعي ومشروع النهضة الذي ذكره في بيان حكومته، لم يعد له اثر، وضاع بين التفصيلات السطحية، واندرس تحت مزراب الازمة الاقتصادية.
الاهم ان بريق الرزاز يتراجع كل يوم، وان منسوب الامل به يتضاءل، ولا اعرف كم يشعر هو بمثل هذا الشعور، وكيف سيتعامل معه، وهل في جعبته صيغة للخروج من ذلك… سننتظر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى