سواليف
ؤمن عدد من الناس بالأشباح، على الرغم من أننا في عصر يفسر فيه العلم الخوارق الطبيعية على أسس منطقية، إذ وجد آخر استطلاع أجرته جامعة تشابمان عام 2017، أن 52% من الأميركيين يعتقدون أن البيوت قد تكون مسكونة بالأرواح، بمعدل زيادة قارب 11% عن عام 2011. كما بيّن استطلاع آخر أن 52% أيضًا من البريطانيين يؤمنون بالشيء نفسه، من دون أن يبالوا بأن هذه التجليات الغريبة، التي ترعبهم ليلًا، لها أساس علمي أكثر من كونها قادمة من عالم الأموات… في ما يلي 6 تفسيرات منطقية لظهور الأشباح وفقاً لموقع “mentalfloss”.
1- الحقول الكهرومغناطيسية:
درس عالم الأعصاب الكندي مايكل بيرسينغر، تأثير الحقول الكهرومغناطيسية في تخيل الناس وجود الأشباح لعقود طويلة، وأوضح أن هذه الحقول لا تكون محسوسة على المستوى الواعي بالنسبة للبشر، إلا أنها قد تجعلهم يشعرون بوجود كيان غريب بالقرب منهم، بسبب تأثيرها في النشاط الدماغي في الفص الصدغي. وأوضح عدد من الدراسات اللاحقة أن أغلب البيوت المشهورة بكونها مسكونة في العالم، موجودة غالبًا في بيئات خاضعة لحقول كهرومغناطيسية غير عادية.
2- الموجات تحت الصوتية:
تعرّف الموجات تحت الصوتية على أنها أصوات ذات تردد منخفض جدًا، بحيث لا يمكن للأذن البشرية سماعها، على الرغم من أنها تكون محسوسة بالنسبة للعديد من الحيوانات الأخرى، مثل الفيلة. ووجد العلماء أن هذه الموجات يمكن أن تسبب انزعاجًا فيزيولوجيًا للإنسان، قد يؤدي إلى شعوره بالذعر، تغيرات في معدل ضربات القلب، تغير في ضغط الدم وغيرها من التأثيرات التي يربطها العديد من الناس بالخوارق الطبيعية، مثل زيارات الأشباح.
وأوضح المهندس فيك تاندي، أنه كان يشعر بالاكتئاب وعدم الارتياح، وكثيرًا ما سمع ورأى أشياء غريبة لم يستطع تفسيرها، في غرفة مختبر معينة أشيع أنها مسكونة، في شركة تصنيع معدات طبية كان يعمل بها، قبل أن يكتشف أن مروحة في ذلك المكان، كانت ترسل اهتزازات غير مسموعة، تسببت بكل التأثيرات المربكة. وربطت العديد من الدراسات بين الموجات تحت الصوتية، والشعور بعدم الارتياح، من جراء قشعريرة في العمود الفقري، تتبدى وكأن أحدهم يلمسك أسفل ظهرك.
3- العفن:
أمضى شين روجرز، البروفيسور المهندس في جامعة كلاركسون، الشهور القليلة الماضية متجولًا في الأماكن التي أشيع أنها مسكونة، بحثًا عن نشاط غير خارق للطبيعة، في الواقع، كان يبحث عن العفن! وتشير الأبحاث الأولية إلى أن بعض أنواع العفن، قد تسبب اضطرابات عقلية، مثل الخوف غير العقلاني والخرف، وقال روجرز: “ما زلنا في مرحلة جمع البيانات، ونحتاج لإجراء المزيد من الأبحاث، لإثبات الارتباط بين ظهور الأشباح ونمو العفن، إلا أننا لاحظنا وجود هذا النوع من الأحياء الدقيقة، في أغلب الأماكن التي أشيع أنها مسكونة بالأرواح”.
4- التسمم بغاز أول أوكسيد الكربون:
نشر طبيب يدعى W.H. Wilmer، قصة غريبة عن الأشباح، في المجلة الأميركية لطب العيون عام 1921، وذكر فيها أن عائلة انتقلت إلى منزل قديم، وبدأت تلاحظ فيه ظواهر غريبة، مثل سماع أثاث المنزل يتحرك في الليل، أو الشعور بوجود أشخاص غير مرئيين. وأوضح الطبيب ويلمر أن السبب في هذه الهلوسات السمعية والبصرية، كان فرنًا معطلًا يملأ المنزل بغاز أول أوكسيد الكربون، وأن العائلة عادت إلى حياتها الطبيعية بعد إصلاحه.
5- شخص ما يؤكد أن الأمر حقيقي:
أوضح البروفيسور كريستوفر فرنش، أن أقوال شخص ما، قد تؤثر في ذاكرة الآخرين، وقال: “إذا أكد أحد الأشخاص بثقة، أنه رأى الشبح، فقد يدفع شهودًا عيانًا آخرين على الاعتقاد أنهم شاهدوه أيضًا”.
وأجرى علماء النفس في جامعة Goldsmiths, University of London، دراسة عام 2014، عرضوا خلالها مقطع فيديو لرجل يدعي أنه يثني مفتاحًا بمقدراته العقلية، ومن دون لمسه بيديه، وشاهد بعض المشاركين المقطع مع أعضاء الفريق البحثي، والذين أكّدوا في نهاية العرض أن المفتاح انثنى حقًا.
وكان المشاركون الذين شاهدوا المقطع مع الباحثين، ميالين أكثر للتصديق أن المفتاح انثنى، من أولئك الذين شاهدوه مع أشخاص أنكروا ذلك، أو لم يقولوا شيئًا على الأقل.
6- الرغبة في تصديق وجود الأشباح:
يرغب أغلب الناس في الإيمان بوجود حياة بعد الموت، لما لهذا الأمر من تأثير تحفيزي في حياتنا اليومية، إذ إن فكرة فنائنا بشكل نهائي غير مريحة، بل قد تكون أكثر رعبًا من مشاهدة شبح، لذا يكون الاقتناع بالأدلة العلمية غالبًا، أكثر صعوبة من الاقتناع بشيء نود تصديقه أساسًا.