قال المذيع عبر الأثير انهم سيحصون كل شيء ، سيعدون الساكن والمتحرك ، الضيف والمعزب ، المقيم والزائر ، الطائر والزاحف ، الماشي والراكب ،
كل شيء ساعات النوم والاستيقاظ ، الوجبات ومرات الاكل ، كم خميس تقضي في الاسبوع ، حيواناتك الاليفة ، حبات الزيتون في شجرتك الميته ، اطفالك ذوي الوجوه الصفراء جوعآ وحرمانآ وضياعآ
سيألونكم عن محمد العاطل عن العمل من ثلاث سنين هل أخذ راتبآ ؟
وعن خلود الثلاثينية هل تزوجت ، وعن ابو العيال هل بقي لديه حيل..؟
سيملؤن الخانات أرقامآ سوداء جامدة باردة
لكن ياترى هل هناك حيز في إستبياناتهم لمرات اليأس التي مررنا بها بعد كل قرار ..؟
او لحبات الدموع التي سقطت وجعآ على بقايا وطن عربي كبير ؟
او هل هناك فراغ في دفاترهم الضخمة لليالي الطويلة المليئة بالمرارة ، ورجفات البرد ليد طفلة في خيمة مهترئة ، ولكسرات الخبز اليابسة التي يلتقطها عجوز ستيني ..؟
هل هناك مجال بين الصفحات المسطرة بالسواد ، لتحصوا كم مرة شعرنا بالضيق والإختناق بعد نفاذ المعاش والأمل ؟
هل لديكم مجال ، حيز ، او فراغ ..لأسماء الغائبين عنا لتعيدوهم لإحضاننا ، للورد التي ذبلت في حدائقنا ، لدقات القلب المميزة ، للشموع التي أطفئت بأخبار المساء اللعينة ؟
هل بين الأرقام مجال للإنسان ؟؟؟
جعفر السعيدين
