عيد الدرك التاسع / علي الشريف

عيد الدرك التاسع

ربما يصعب الحديث عن دركي لفحت وجهه الشمس ويصعب الحديث عن دركي يقف على قدميه في وظيفة امنية ما يقارب ثمان ساعات لا يتحرك فيه الا العيون التي ترقب المكان ويصعب الحديث ايضا ان كان الوقوف تحت المطر.
عيد الدرك التاسع هو عيد الرجولة والصبر وعيد المهنية التي تتجلى دائما بالانضباط الرفيع والتقيد بالاوامر نتيجة التدريب الراقي المرتفع المستوى كي يصل الدركي في بلادنا الى اعلى درجات الجهوزية.
ربما اكون من اكثر الناس تواصلا مع قطاع من الدرك تحديدا من خلال عملي كمندوب لصحيفة الراي في القسم الرياضي واحتكاكي معهم كان من خلال الملاعب ضباطا وضباط صف وافراد وشاهدت بعيني حجم العمل الموكل اليهم وحجم التعب كما اني شاهدت حجم الابتسامة التي لا تفارق وجوهمم تحديدا وحدة امن الملاعب.
نغضب احيانا حين يطبق الدركي تعليمات قد وصلته ونعتقد دائما انه ياتي بهذه التعليمات من وحي خياله ولاننا في الغالب امة لا تحب التقيد بنظام نرى ان تطبيق النظام علينا فيه مساس بكرامتنا فننتقد بل ربما نوسع الانتقاد ماناسين ان الدركي يطبق اوامر.
الدرك هم ابناء هذا الوطن من صلبه عاشوا تحت شتائه وحرارة شمسه ذاقوا ويلات الغلاء حملوا همنا قبل همهم وتعبوا كي يحافظوا على امنه نراهم في ايام يحملون ارواحهم فوق اكفهم ليخلصونا من الخوف يحرسون املاكنا وارواحنا والفرق بيننا وبينهم انهم يكتبون الراحة على وجوهنا رغم اننا نرسم التعب على محياهم.
الدرك هم اخواننا وقرة العين في مدننا هم رجال عاهدوا الله والملك والوطن على ان يكون الناس هم حبات عيونهم وان يكون الاردن هو القلب لذا يستحقون ان نكتب عنهم اكثر واكثر واكثر.
الدرك قصة احتراف حقيقة في مجال العمل الامني العسكري ولا زالت ارواح الشهداء تحوم حولنا فهذا راشد الزيود وهؤلاء رفاقه قد رويت الارض بدمهم فانبتت امنا وحبا واحتراما”
لم يكن الدرك الاردني مجرد جهة امنية فقط فقد تفوق في عدة مجالات فهو عسكريا بات محط احترام دول العالم لانضباطيه وقدراته ورياضيا فقد ابدع حين احتل المركز الاول في بطولة العالم لخماسي الكرة لاكثرمن مرة كما كان حظوره مشرفا في بطولات التا يكوندو والكراتيه التي حصد احد ابطالهم بطل ابطال العالم فاصبح من الوجوه المشرقه للاردن خارج حدوده .
يعجبني في الدركي الاردني ان الامر عنده امر يجب ان يطبقه على الجميع بلا استثناء فلا هذا صديقي ولا ذاك ابن عمي وربما لمست هذا الامر من خلال عملي حين كنت احاول ان اتحايل على الاوامر من خلال بعض العلاقات الا اني اصطدم بالتطبيق فلا مجال للتراخي.
كم دركي مضى وكم دركي قضى وكم روحا منهم ارتقت الى خالقها مزفوفة بالشهادة وكم عين منهم لا تنام ونحن نيام في عيدهم التاسع اقول لكل تلك الجباه التي لفحتها شمس هذا الوطن لكل جندي دركي رايناه يوما يحمل الكشرة الاردنية ولم نعذر تعبه لكل دركي طبق القانون ولكل ابتسامة كانت على الشفاه رغم التعب
لكل فرد منهم عنده اطفال يشتاق لرؤيتهم لكل ضابط صف وكل ضابط و للاصدقاء منهم ولغير الاصدقاء وقبل كل شي للقيادة الهاشمية التي رعتهم بوركت كل الجهود بورك الدم وبورك الصبر وبروك التعب وبورك الوطن الذي انجبكم وكل عام وانتم بالف خير.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى