
هل #الصوفية_السياسية قادمة للحكم بدعم #امريكي وغربي..كيف ولماذا ؟قراءة تحليلية واستشرافية معا.
ا.د #حسين_طه_محادين*
(1)بُعيد وفاة الرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام” عام 11 هجري، 632م”مثلت الايدلوجية الصوفية التنظيمية العريقة وروادها “الدينيين” فكرا جديدا كجزء من المذهب السُني، عبر اهتمامها لاحقا بكل من؛ إحياء الدين ،الارشاد والموالد الاحتفالية الجمعية المموسقة،ترابطا مع النأي المباشر بنفسها عن السياسية تاريخيا كما ورد لدى العديد من مفكريهم القدامى،.حيث بقي الموقف من السياسية كما سبق، الى ان ظهر العالم والفقيه ابو حامد الغزالي”505هجري1111م” اذ اكد وافتى ضمنا في كتابه “إحياء علوم الدين” بضرورة الولوج في السياسية من خلال :-
- باب فيما يحل في مخالطة السلاطين.
- فروض الكفاية..السياسة
بوصفها علما،وسياسة التخلق بالسلطنة.
(2)
من منظور علم اجتماع السياسة المجرد ؛ صحيح ان جُل المصادر التاريخية في المرحلة التي سبقت مجيء الامام الغزالي قد اشارت الى تركيز الحركة الصوفية على ضرورة واهمية الاعتناء بسياسة النفس الفردية الروحية اولا ، والمجموع المؤمن والآخذ في الازدياد تبنيا لأفكارها ثانيا، بما في ذلك تقاطعها، لابل تناقضها دينيا وفكريا مع حركات الاسلام السياسي، لاسيما المسلحة منها، وهذه الاخيرة اي حركات الاسلام السياسي المسلح”سنية كانت ام شيعية” بالفكر والصراع الاستراتيجي القائم في منطقتنا كجزء من العالم الارحب، هما صاحبتا ومتبنيتا “النظرية الصراعية” التي كانت وما زالت كتنظيمات عقدية مسلحة هي ابرز من خلق واجج عوامل التوتر الصراعي ومحاولات الانقلاب على الحكومات الرسمية الموالية للغرب بنظرهم “الربيع العربي وافكاره المتواصلة للآن” في الوقت الذي يُمثل فيه هذا النوع من التنظيمات “الاسلامية” تناقضا وجوديا مع الفكر الغربي الراسمالي المعولم بقطبيته الواحدية وفي قيادة الكون “الارض والفضاء”وسعيه الى إعادة تشكيل العالم الراهن وفقا لمنطلقاته الايدلوجية العلمية البحته اي اللادينة من منطلق ايدلوجي سياسي واقتصادي استغلالي في آن.
(3)
لقد استمرت الصوفية عبر قرون في سعيها الدؤوب نحو
تثقيف وتاهيل كوادرها المنظمة بهذا الخصوص، وعبر مرجعية الزاوية كاطار تنظيمي مُعلن / وتحديدا بوجود سلطة مطلقة للشيخ القائد عندهم، وهو الذي يتفرد وحده ، بتوجيه المريدين نحو الامتثال للحاكم ودولته حتى وان كان غير عادل ، استنادا لابرز المنطلقات الفقهية لدى هذه الجماعة ، بدليل اننا لم نسمع ان قيام الحكومات الرسمية العربية والاردن من بينها مثلا ، باعتقال أو حتى التضييق الصارخ على نشاطات وزوايا المتصوفين افرادا او جموع رغم تعدد مناهجهم وطرقهم الاربعة وهي” القادرية،الشاذلية،
الرفاعية،والتيجانية”. هل
التساؤل المحاوّر هو ؛هل هذه السمات المميزة للصوفية قد دفعت/او قد تدفع امريكا والغرب المعولم الى دعمهم في تولي السلطة في هذا البلد العربي المسلم او ذاك من منطلق -استغلالي استعماري للدين الاسلامي- من جهة ، ومن جهة متممة ان هؤلاء المتدينون هم مسلمون ايضا وهم وهذا الاهم “سلميون-غير صراعيين كما الصينيون،او الروس، او الكوريون الشماليون ، كما انهم لا يعادون اي من البشر وان اختلفوا عنهم في المعتقد او اللغة او البشرة، اضافة الى انهم يلتقون مع العلمانيين في العالم بالضد من تطرف او تولي الحركات الاسلامية المسلحة السلطات في اي من بلدان العرب.
اذن ، الصوفيون مسلمون، سنيون يؤمنون بالمدرسة”الوظيفية الرأسمالية” غير الصراعية،خصوصا بعد ان اندلع واستمر الصراع الفكري والعلمي بين امريكا /اسرائيل مع مفهوم وعقيدة تصدير الثورة من ايران الشيعية الذي يقلق الحاضر ويربك المستقبل اقليميا وعالميا ..فهل هم قادمون لتولي السلطة هنا او هناك من بلداننا العربية الاسلامية…تساؤل مفتوح على الحوار بالتي هي اوعى..فهل نحن متفكرون..؟.
*قسم علم الاجتماع -جامعة مؤتة -الأردن.