
هل اصبح #نتنياهو عبئاً على #ترامب وسىياساته… #مؤشرات و #نهايات_محتملة…
ا.د #حسين_محادين*
(1)
عموما؛ في السياسة المصلحة وتحقيق الاهداف اولوية قصوى، وذروتها بقاء استمرار الجلوس على طاولة السلطة هو الاهم للسياسي بغض النظر عن شرعية وأخلاقية الوسائل المستخدمة لذلك البقاء،حتى لو قادت هذه المصلحة ايرانيا الى التخلي عن الاذرع الحليفة ” افراد، جماعات مسلحة، انظمة حكم.. الخ”. بدء تخلي ايران الفعلي منذ عدة شهور وللآن عن جماعاتها/الانظمة الحليفة لها فكريا وعسكريا ” حزب الله في لبنان ، سوريا حقبة حافظ وبشار الاسد، والتي دعمتها بمليارات الدولارات من اموال ونفوط العراق وحشوده المسلوبة منذ عقود، وهذا مثال صارخ على الممارسات السياسية : لذا لا تحالفات دائمة بل مصالح مُستجدة.
(2)
اما امريكيا وبالترابط مع ما ماسبق، فبعد عام ونصف على اندلاع 7 اكتوبر وقضية الرهائن الإسرائيليين التي استغلت بدهاء من قبل اسرائيل وامريكا وهما يحاولان اللعب بالوقت لعلهما يكسرا شوكة المقاومة الاسلامية والاهل في غزة، ولعل الموجع والدامي في المقابل هو عدم الاكتراث بارتقاء ما يزيد على ستين الفا من الغزيين وحجم الدمار الهائل المرتبط مع حرمان اهل غزة عبر تجدد الحصار من اي اسباب للحياة من قبل العدو المحتل بقيادة نتنياهو المطلوب قضائيا داخليا ولمحكمة العدل الدولية كمجرم حرب هو وعدد من اعضاء حكومة اليمن الصهيوني وهما اللذان كانا يتمتعان بتأييد ودعم امريكي ترانبي مطلق، وهو ايضا صاحب العقلية التجارية والصفقات على اساس الربح والخسارة منذ توليه الرئاسة قبل اربعة شهور تقريبا، وهذا ما ينطبق على تغير تعامله مع نتياهو وحكومته العدوانية بعد ان شعر ان سمعة ومكانة امريكا بقيادته كدولة قائدة للعالم صاحبة القطب الواحد،أذ اخذت في التأكل امام نفسها والراي العام العالم ما استلزم العمل على تبديد معظم هذه المعطيات على الصعيد الداخلي والخارجي لامريكا.
( 3)
لعل المواقف التي حصلت منذ اسبوع تقريبا وبصورة لافته للمتابع، إنما تشير الى بداية إفتراق واضح بين مصالح الرئيس او ترامب ونتنياهو وابرزها ما يلي:-
- استدعاء الرئيس ترانب لنتنياهو الى واشنطن عنوة والطلب اليه علانية عبر مؤتمر صحفي مباشر وبلغة جِلفة غير مألوفة من قبل ،ضرورة ايقاف الحرب في غزة خلال ثلاثة اسابيع، وان امريكا قررت وباشرت بالفعل في التفاوض المباشر مع طهران في مسقط ومع حماس السيئة كما وصفها لإنهاء لمشكلة الرهائن كون مشاركة نتنياهو كصاحب مصلحة في استمرار الحرب والمماطلات في عدم قيام اي حل ، كي لا يرجع الى جلسات محاكماته المتقطعة للآن. حيث اكد ترامب أن امريكا هي من تملك قرارها وليس جراء تحكم اي كان بتوجهاتها، وقال بوضوح ،ان الرئيس التركي اوردغان احبه وهو صديقي لي، وان اي خلاف بينكما انا مستعد للتدخل في حله، وان عليك يا نتنياهو ان تواجه القضاء الاسرائيلي ان كنت بريئا…الخ.
- ما يعني باجتهادي بداية للطلاق السياسي والمصالحي العلني بينها ، خصوصا بعد اعلان ترامب من واشنطن امس ان انتهاء قضية الرهائن الاسرائيليين اصبح وشيكا ، هذا القرار الذي دفع لاحقا الى اجتماع الفريق الوزاري الإسرائيلي الى اجتماع طارىء واعلان التماهي والامتثال ضمنا مع قرارات ترامب بهذا الموضوع، لاسيما العلاقة المتوترة مع القضاء ، وبالترابط ايضا مع تقديم عرائض ضد استمرار الحرب بقيادة الطيارين الاحتياطيين والأكاديميين،ما سيقود في المحصلة تمرد وتظاهر الكثير من العسكريين والمدنيين لاسيما اسر الرهائن في اسرائيل على نتياهو وحكومته، معلنين بصراحة ان مصلحة نتياهو الشخصية والسياسية هي التي تطيل امد الحرب وبالتالي عدم حل مشكلة الرهائن.
- اخيرا..
يمكن الاستنتاج مما سبق ، ان
الرئيس ترامب قد اخذ في حرق صورة وادوار نتنياهو امام الراي العام الاسرائيلي والعالمي معا مستثمرا حالة التدهور والتبرم وانعدام الثقة بين مختلف شرائح المجتمع الاسرائيلي مع حكومة اليمين التوسعية، دون ان نغفل عن ان إنهاء ترامب مشكلتي الرهائن والحرب في غزة بصورة تتجاوز نتياهو وحكومته بصفقة شاملة ووشيكة كما يتوقع ولو بالتخلي عن حليفه الشخصي في المنطقة ، تماما كما فعلت ايران مع حلفائها في نفس الاقليم المنوي تغيير كل التحالفات فيه ،ما سيقود في المحصلة الى سقوط ائتلاف حكومة اليمين وسقوط نتنياهو نفسه في مقصلة الحكم عليه من قِبل القضاء ما سينهي حياته السياسية استنادا الى طبيعة وتنوع التهم الموجهة اليه..
ختاما ليس مستبعدا ان يتخلي ترامب عن نتياهو الأيل للسقوط السياسي برغم طبيعة العلاقات التاريخية والتوأمية بين امريكا واسرائيل، الا ان مصلحة ومكانة الرئيس البراجماتي/المصلحي رونالد ترامب سواء السياسية او الاقتصادية واستمراريتهما بالنمو والقدرة على التأثير دوليا هي الاهم اولا واولا؛ وان كان الثمن لذلك وغيره هو التضحية بعلاقته الشخصية مع نتنياهو الآخذ في السقوط قريبا،إذن؛ فلا ضير بذلك دهاء سياسيا لترامب؛ إن لم مطلبا ملحا له حفاظا على هيبة امريكا بقيادته ورفاقه من الراسماليين الجدد في الحكم. كراصد ومحلل هل انا متفائل.ام حالم..؟. اجزم بان القادم اقليميا مفتوح على كل الاحتمالات المصالحية كما تعلمني بكل تواضع وثقة دروس وعِبر السياسة والعمل بها عبر عقود.
*قسم علم الاجتماع -جامعة مؤتة -الأردن.