هل أصبحنا فئران تجارب !

هل أصبحنا #فئران #تجارب !

المهندس: عبد الكريم أبو زنيمة
ينتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لمواطن أردني أسمه علي يتضمن ويلخص بنفس الوقت حال غالبية #الشعب #الاردني، لقد عبّر المواطن عن حجم #المعاناة التي وصل اليها من عوز وفقر وألم وفقدان أمل وإحباط ويأس؛ وأخطر ما جاء بالمقابلة أن هناك جهة غير معروفة تجري تجارب مخبرية على مواطنين أردنيين مقابل مبلغ مالي قدره (350) دينار شريطة توقيعه على وثيقة تعفيها من أية تبعات قانونية إن ما حدثت له اية مضاعفات صحية ! من هي هذه الجهة يا ترى ! هل هي أردنية ! أم معامل بيولوجية أجنبية ! هل حقاً أصبحنا فئران تجارب !
شاهدت هذا الفيديو أكثر من مرة ودعوته عليهم لم تفارقني بعد ” الله ينتقم منهم” ! كل مظاهر البؤس والشقاء كانت تلوح أمام ناظري وأنا اشاهد وأستمع لصرخات والآم وأنين علي ! شاهدت الجياع مرتادي الحاويات والمشردين والمتسولين في الشوارع ، شاهدت عشرات الآف خريجي الجامعات الجاثمين بلا عمل على صدور ذويهم ، رأيت جيلاً كاملاً خسر حاضره ومستقبله وكل آماله ، رأيت الحسرة في عيون آبائهم الذين باعوا كل ما لديهم ليوصلوهم ويضعوهم على أول طريق العمل والاستقلالية ليفجعوا بأن شقاء عمرهم ما هو الى كراتين زينة عل الجدران ، رأيت دموع الامهات يبكين فلذات أكبادهن الذين تجاوزوا مرحلة شبابهم بلا عمل وبلا زواج وبلا أي مستقبل ! رأيت مآتم الافراح وجنائز المستقبل في معظم القرى والارياف والبوادي الاردنية بالوقت الذي رايت بالمشهد الآخر ابناء اللصوص يعينون فور تخرجهم برواتب فلكية بالسلك الدبلوماسي والديوان الملكي والمؤسسات المستقلة ، وأخيراً فهمتً لماذا سميت مؤسسات مستقلة ” لأنها مستقلة عنا وخاصة بهم ” ، شاهدت مواكب افراح زفاف ابنائهم واساطير بذخهم ، شاهد قصورهم واحدث موديلات سياراتهم ، شاهدت رحلاتهم وليالي سهرهم وفجورهم في النوادي الليلية والمنتجعات العالمية ، شاهدت ماركات ملابسهم وفساتين نسائهم وعطورهن وأحذيتهن ! الله ينتقم منهم واحداً واحداً كل من كان سبباً في دمعة طفل على لعبة لا يتجاوز ثمنها دينار أو حرمان جائع من لقمة عيش أو حسرة أم على ابنها الجالس أمامها بلا عمل .
ما شقي وجاع علي وعوده وعطوه الا ليغتني ويبطر سمير وزيد وباسم ، لم نشقى من قلة وشح الموارد، إنما بمخطط جرى تنفيذه لإفقار العباد ورهن البلاد ، الأردن غني جداً ولا أُبالغ إن قلت اننا ننام على الذهب لكنه ممنوع علينا الاستفادة من خيراته التي وهبها الله لنا وذلك لربط مصيرنا ” مياه وطاقة وموانيء وتجارة واقتصاد..الخ ” بيد ومصير أعدائنا ، لذلك بيعت كل مقدرات الوطن الرافدة بالاموال لخزينة الدولة والاعتماد على سياسة الاقتراض وتدمير كل القطاعات الانتاجية والاعتماد على سياسة الاستيراد والاستهلاك ، والأخطر هو تدمير منظومة التعليم وتفريغها من مضامين القيم الوطنية والانسانية والاخلاقية والحضارية والمعرفية والفكرية لتغريب الاجيال عن هويتها وعقيدتها وتاريخها من خلال التوسع في نشر ثقافة البذاءة والخلاعة والجهل والتخلف وتزييف التاريخ .
الله ينتقم منهم، دعوة المظلوم علي وكل المظلومين على أولئك اللصوص الذين تسببوا في خراب هذا البلد ونهبوا خيراته ورهنوا سيادته للخارج ، الله ينتقم من كل من ساهم في الظلم والفساد والطغيان وتآمر وخان هذا الوطن وحرم شبابه من فرصة العيش بكرامة ، الله ينتقم من كل من كان في موقع المسؤولية وكان قادراً على قول لا للباطل.. لا للفساد .. لا للصوصية ولم يقلها طمعاً في مكاسب دنيوية ، الله ينتقم من كل من يرى الباطل والفساد وكل أشكال اللصوصية ولا يتصدى له .
يا للعار ! تستنفر الحكومة بكل أجهزتها لتعتقل مواطناً بمجرد أن عبّر عن رأيه بمقال أو تغريدة عن الاوضاع المعيشية الصعبة التي يعاني منها غالبية الشعب الاردني وأشار الى مواضع الخلل ولم تتحرك الحكومة نفسها لأخطر صيحة قد تفضي الى ما لا تحمد عقباه! إن لم تتحرك الحكومة لنصرة شعبها عندما يتحول لفئران تجارب، فمتى ستتحرك ! هذه الحكومة وما سبقها من حكومات هي غريبة عنا وليست حكومات وطن ، وما كانت هذه الحكومات لتتواطئ وتتآمر لولا صمتنا وخوفنا وجبننا ، ما أحوجنا اليوم لصرخة شعبية عارمة بوجه الظلم والفساد ! ما احوجنا لحكومة وطنية تستجيب لصرخات مواطنيها وتتصدى لكل المخاطر التي تهددنا وتهدد أمننا وأستقرارنا ، إن فرّطنا اليوم بصحتنا فغداً إن بقينا على هذا الحال سنبيع كرامتنا، أو ما تبقى منها !!!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى