هزيمة جديدة للأمن القومي العربي

#سواليف

#هزيمة جديدة للأمن القومي العربي

المهندس : عبدالكريم أبو زنيمة
منذ #مؤامرة #سايكس_بيكو وتنصيب بعض #أنظمة_الحكم العربية الوظيفية بالتزامن مع زرع #الكيان_الصهيوني في #فلسطين وما تبعها من جلاء جيوش دول الاستعمار عن دول عالمنا العربي نتيجة الثورات الشعبية ودماء وتضحيات ملايين الشهداء بقي أمننا القومي مهدداً وعرضة للاختراق الداخلي والخارجي ، لقد انقسم عالمنا العربي إلى محورين متضادين ومتخاصمين هما : محور الرجعية العربية ومحور التقدمية ! كلاهما لم يعملا على إقامة دول مدنية متحضرة تسودها الحرية والعدالة وسيادة القانون تفضي إلى إقامة اتحاد أو تكامل عربي ضمن منظومة أمن اقليمية عربية ، بل أنصرفت هذه الانظمة غالبيتها أو بنسب متفاوتة بشقيها الرجعي والتقدمي إلى رفع شعارات كبيرة لتحرير فلسطين وبناء الوطن العربي الكبير ، وبدلاً من ذلك بنيت منظومات أمن لحفظ العروش والمكاسب والأمتيازات ، لذلك يعم دول وطننا العربي الفشل والفساد والجهل والاضطرابات الأمنية الداخلية والنزاعات والمؤامرات على بعضها ، وباختصار لا فلسطين حُرّرت ولا تنمية حُقّقت،
منذ خمسينيات القرن الماضي ونحن نتجرع #الهزائم ! ما أن نتخلص من هزيمة حتى تداهمنا أخرى ، هزائمنا في فلسطين ، هزائمنا في #العراق و #ليبيا و #سوريا واليمن ، كلّ ما جرى ويجري سببه الرئيس هو تغييب #الشعوب_العربية عن إدارة شؤونها ورسم وتقرير مصيرها من ناحية ومن الناحية الأخرى هوتحكم أنظمة الحكم الرسمية غير الشعبية بمصير البلاد والعباد وتنفيذهم للإملاءات والأطماع الخارجية .
هزيمة السودان التي نعيش فصولها اليوم لم تكن وليدة اليوم ، فقد سبقتها هزيمته الأولى عام 2011 كي يبقى الحاكم عمر البشير على عرشه رئيساً للبلاد فقد وهب الجنوب السوداني ، هذا البلد الغني جداً بثرواته وموارده الذي كان من الممكن أن يكون سلة غذاء العرب وأفريقيا معاً لو توفرت له الإدارة ضمن معايير الحرية والديمقراطية والعدالة ، فمنذ استقلاله شهد المؤامرات والانقلابات والتدخلات الخارجية فكانت النتيجة حروب اهلية وفقر وجوع أدت الى انفصال الجنوب عام 2011 وأول علم رفع في عاصمته جوبا كان العلم الصهيوني .
منذ خلع نظام عمر البشير الفاسد عام 2019 ومكونات المجتمع السوداني ” الجيش وقوات الدعم السريع والقوى المدنية تتصارع ليس على السيادة السودانية ولا على بناء السودان الديمقراطي الجديد ولكن على السلطة ومكاسبها، قوات الدعم السريع هي امتداد لميليشيا الجانجويد وشبكات التهريب والارتزاق ، الجيش السوداني غضّ البصر عن سلوك وتصرفات وتواصل البرهان المشبوهة مع قوى غربية وعقده لاتفاقيات أمنية وعلاقات دبلوماسية وتطبيع مع الدويلة العنصرية ، القوى المدنية لم تتوافق على برنامج وطني وتتمسك به وتناضل لتحقيقه بل انقسموا فيما بينهم – فريق منهم انحاز لقائد الجيش البرهان والآخر انحاز لقائد قوات الدعم السريع حميدتي ، أما الأنظمة الرسمية المتباكية على الأمن القومي العربي فهناك دول انحازت منذ أربع سنوات ودعمت وموّلت البرهان، ودول أخرى دعمت حميدتي ” نفس المواقف في العراق وليبيا وسوريا ” وبذلك سنشهد حروب أهلية دامية وميلاد دول عربية جديدة في شرق وغرب السودان سترفرف فيها الأعلام الصهيونية ! وسيكون بعدها الأمن القومي العربي وخاصة المصري والجزائري في مهب الريح .
هناك فرصة تاريخية للنظام الرسمي العربي في ظل المتغيرات العالمية التي تحدث اليوم وانكسار شوكة البلطجة الأمريكية والغربية أن تتخلص من هيمنة الغرب الاستعماري عليها، وأن تنهي تبعيتها وخنوعها لإملاءاته – عليها أن تتصالح أولاً مع شعوبها وتشركها في الحكم ،وترسخ مباديء وأسس الديمقراطية والعدالة وسيادة القانون، وأن تتصالح فيما بينها، وتعيد بناء منظومات ومؤسسات وأدوات العمل العربي المشترك ، وأن تعمل على التكامل التنموي والاقتصادي والخدماتي فيما بينها وتبني منظومة أمن قومي عربي مشترك وأن تفكر جديّاً ومليّاً في تأسيس منظومة مالية وعملة عربية موحدة ، وأن تنسج علاقاتها السياسية والاقتصادية والأمنية إقليمياً ودولياً وفقاً للمصالح العربية ، وبهذه المناسبة فإنّه لا بد من الإشادة بخطوات الأمير محمد بمن سلمان باتفاقه مع إيران وإنهاء الحرب في اليمن وسعيه لجمع الشمل العربي ونأمل أن تتبعها خطوات عربية أخرى تصب في هذا الهدف ، بخلاف ذلك فانه ما من دولة عربية ستبقى موحدة وسنشهد اضطرابات وحروباً أهلية قادمة حسب متطلبات وأهداف وبرامج دويلة الكيان الصهيوني !

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى