هذيان كورونا

هذيان كورونا
سالم محادين

رُغم التحذيرات التي تمّ إطلاقها مرارًا وتكرارًا للحُروف بعدم تجاوز سقف المنطق في وصفها للجمال إلا أنهُ لوحِظَ في النُصوص الأخيرة خُروجٌ عن المألوف مما قد يُؤدي إلى تفشي الأعراض وانتقالِها لحروفٍ وكتاباتٍ أخرى، لذا قررنا إطلاق أمر الدفاع رقم ١ والقاضي بفرضِ حظر التجول على الأحاسيس حتى إشعارٍ آخر وذلك حفاظًا على مُقدرات اللغة والتمسُك بما وجبَ التمسُك بهِ من عاداتٍ وتقاليدٍ ترفض بتاتًا كل هذا التمرُد !
_______

واليوم بعد أن وازننا في نظرتنا للحروف بين الفكر الاقتصادي والعاطفي المنادي بالجمال من جهة والصحي الساعي لعدم تداول الأعراض من جهة أخرى بتنا للأسف نشهد ارتفاعًا مهولًا في الحالات الخارجة عن المألوف حتى أن أجهزة الرصد اللغوي باتت غير كافية لإنقاذ حياة الكثير من النُّصوص التي يعاني حاملوها أساسًا من أمراضٍ نحويةٍ مزمنة، مع التأكيد أيضًا بأن أعداد حالات الشفاء من وباء النشر الكثيف آخذة بالتناقص ليبقى التركيز الآن على أمل الوُصول إلى لقاحٍ خارجيٍ يُحفَظ في درجة ( ركازة ) آمنة تقي المُصاب نفسه والمُخالطين والإنسانية جمعاء من شرِّ هذا الوباء والله خير الحافظين.

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى