هذيان في الرحيل … كان نجما…

[review]

الاهداء : الى روح نجم التي تحلق في كل مكان ، تتمختر في الجنة ان شاء الله ، واهداء للدكتور محمد نوح القضاة الذي فعل الكثير من اجل نجم لتهدأ الروح حين تحتاج الهدوء

كان نجما …
يدبر الأمر في البيت .. ويطرد كائنات الجوع عن مائدة أمه
دون أن يعرف .. وما كان يعرف انه كان رئة ثالثة في صدر أبيه
واقتبس من السماء أذنا ليصطاد لقيمات يفردها في مسائه .. يشق طريقه بنور استلهمه من وحي الشمس يمده أمامه فتهرب من نشيده الوطني الظلمات … تبتسم له غيمات مسافرات وترقبه من نافذة صغيرة .. تنتظر أن يشيح بوجهه متنهدا للسماء … وحين يزفر تفتح أبواب العظماء …

باب إلى .. باب .. والشذى يبيت على مرايا العربة .. باب إلى باب .. وتضيق على دوائرها الحدقة .. ويأتي المساء يحمل برودة وغلظة … لكن نجما يعرف هذا الوجه في ذاكرته .. يعرف أن الوطن يشبه أمه … لم يرتجف .. حين أوقفته سواعد بلدية تحمل على ظهرها الأمن وأنغام مزاميرها تنشد بالحرية … ابتسم النجم ورفع ساعديه … عاشرت ذاكرته طعم النهد والحليب .. لا شيء يدعو للريبة وليس هناك ما يريب .. فأمي لحضنها آلاف الأبواب حين تدنو وآلاف الأحضان لامي حين تغفو (مكحل أنت بدمع أمي يا وطني ) وعلى جناحيك ارسم صورة حبيبتي وأبي … لن أموت مقهورا إذا ما تجهزت للنوارس الأكفان وفي سمعها ما زال يدوي صوت الآذان …. اللـــــــــــــه اكبر اللـــــــــــه اكبر … والسماء يمتلكها رقص وجنون فترشق المطر …. ولنجم أن يسير بخطواتمن حنان … وثقة .. لم يتلوث بعد في مجموع أحاسيسه أي صورة .. لم يسمع بصوت يأتي من ظل غريب يريد أن يقتلع من ذاته سطوة لعشق ينمو على اصغر صغائر ذرة في تراب بيته … ليسأله عن اسمه الرباعي … وعن صفة الشمس ولون أمه .. عن طريقه في هذا الليل الغريب .. يسأله عن أي شيء ليتسلى بوقته المأزوم … وفكره المحموم .. ولا باس لو حدثته عن ألف ليلة وليلة .. عن القرامطة .. عن الروم .. عن ابن شداد وعبلة
عن أي شيء .. وخذ بيدك باب الذكريات فالرائحة نتنة … وأغدق على هذا الغريب بحكاية لم تروَ بعد وأبطالها ما زالوا في عالم الغيب يحاكون للقصيدة أبيات شعر .. أفض بما تعرف ولا تعرف يا أيها النجم وأبدل (لائك) بنعم …………….

مقالات ذات صلة

لكن نجما
يحن ترابه إلى فضاءه ونوره يمد يده له ليسحبه من هذا الظلام فيفيض على ذاته الغرام … ويرقص من اللحن الحمام … ويتعثر وهو يركض إلى الأمام…. بمسافة ضيقة جدا .. تلك التي تفصل الحلال عن الحرام … فيهبط الردى بجناحين من أحلام… ما زالت تمارس طفولتها وشقاوتها تحاول أن تقفز من المدى .. لكنها تفقد المسافات وحجم الثقل تشده جاذبية وطنية .. تلوك الجسد في فراغ باب يضيق وترنحت في أخر امتداد للبصر شهوة الطريق … وتضيق .. وتضيق .. وتضيق .. والنجم يسحب الهواء من كل فراغ … لكن الفراغ .. يضيق .. يضيق .. يضيق … وتصمت كل المداخل وتكف عن الشهوة… يأتي البحر بردائه الشتوي يركض متثاقلا من سطحه وقاعه ليحمل الغريق .. والغريب مدهشا لم ينتشي … لم يسمع بأي حكاية .. وكل أسئلته فقدت احترامها أمام النور وقانون الكرامة … وفقد توازنه .. راح يلعق آثار الحياة العالقة في غرفة سوداء من بقايا النجم عله يسكر والصور في رأسه تحتدم … ( لو كنت كريما يا هذا لأشعلنا في صدرك الندم ) لكننا نعرف انك مغرم بالأسفل … وستمشي كل النجوم على راسك وهي تبوء بالقمم …

كان نجما….
وبعد أن آفل بريقه في العيون واحتضن التراب … يصحو من نوم يحسب بأجزاء من اصغر أجزاء الوقت … لم يعرف فيها الليالي والأيام … يحمل معه أخر ما قاله السادة … وفي صدره ألف سؤال .. يمشي بخطوات بطيئة يطرق برأسه أرضا من الخجل … ليس من عادة النجم أن يبيت خارج أسوار بيته .. لا يطيق الطاعة…. وانحدر من ذاكرته صوت ما زال عذبا نديا يفور من كل جسده ويقول … اللــــــه اكبر اللــــــــــــه اكبر … وابتهل إذ أبصر أن الله تعالى فرحا به ومعه من الملائكة ما شاء الله وكل شهيد كانوا زواره …

ليكتب الله تعالى .. أن النجم لا يقطع على الهواء طريقه … لأنه ما زال يشتهيه لأحشائه … لكن الغريب له يد تمتد .. ويد الله تمتد .. ولكل ليل أذا ما طال صبح سيمتد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى