هذيان الـ (لا) / #كامل #النصيرات
كم أحتاجُ إلى قليلٍ من الهذيان.. القليل منه يكفي لأن أحتجّ على أي شيءٍ أُريد..! هناك أشياء أكثر من كثيرة تنتظر الاحتجاج.. بحاجة إلى صناعة (لا) أكبر من الأكوان جميعاً وأصرخ بها في كلّ مترٍ تطؤه قدماي..!
الحياة الاجتماعية المتجعلة مثل ورقة بيد طفل صغير بحاجة لهذيان ال (لا) الكبيرة.. وجوه البشر الذين لا تعرف هل هم هم أم هم ليسوا هم بحاجة لأن تهذي في ضجيجهم المقرف بـ (لا) تعيد الصمت إلى جلاله ووقاره كي ينتبهوا قليلاً..! الناس الذين يلعبون بالثلج الآن ويعتبرونها فرصة لا تعوّض وأحد مواسم الفرح؛ يدركون أن هذا اللعب هو بديل عن الهذيان الذي يسعون إليه لكنهم يكبتونه كي لا يذوبون خجلاً بدلاً عن الثلج..!
الهذيان فعل احتجاج من الضغط الذي بداخلك والضغط النازل عليك.. ويجب أن نفسح المجال لهذا الهذيان كي يمرّ بسلام..! ولو كنّا سلامة نفسياتنا من القادم إلينا فيجب أن نفتح ساحات للهذيان اليومي ومن يقف على أرض الساحة فهو محصّن من كلّ شر وليس عليه عاقبة..!
أطالب بسنّ قانون يحمي الهاذي ويشجعه على التفريغ.. لأننا جميعاً بحاجة إلى إعادة الهيبة إلى فناجين قهوتنا وإلى علاقاتنا التي أصابها طوفان النشاز..!
الهذيان عصا سحريّة تفعل الأفاعيل إن ألبسناها بدلة وربطة عنق وكندرة أم بوز وسشورنا لها شعرها وجعلناها على سنجة عشرة..!
نعم للهذيان ونعم للـ (لا) الكبيرة التي تخرق حاجز الصوت وتوقظ الأموات..!