أظهرت دراسة كورية جنوبية صدرت في جريدة Agricultural and Food Chemistry، ونقدمها لكم فيما يلي، نتائج مذهلة: تتسبّب رائحة القهوة بالاسترخاء، أي أن أثرها معاكس لأثر الكافيين تماماً. وقد أجرى الباحثون اختبارهم على فئران مرهقة بسبب قلّة النوم. وتبيّن أن الفئران التي تنشّقت رائحة حبات البنّ، كانت أكثر هدوءًا واسترخاءً من الأخرى.
لاحظ الباحثون أن نسبة البروتين التي تعمل عمل مضادات الأكسدة عالية لدى الفئران التي تتنشق رائحة البنّ في المختبر أكثر من غيرها.
وبالتالي، تؤدي رائحة القهوة إلى تخفيف الإرهاق الناجم عن قلة النوم.
والآن، ننتقل من رائحة القهوة إلى المشاعر، مروراً بالذكريات …
بعيداً عن كل الدراسات العلمية، للإنسان علاقة عاطفية مرتبطة بالروائح لأنها قد تعود به إلى ذكريات معيّنة. وذلك، نسبة للأعصاب الشمية التي تتصل بالمركز العاطفي في الدماغ. والأمر سيان بالنسبة لرائحة القهوة، فهي تحرّك الخلايا العصبية الشميّة مما يسترجع ذكريات عاطفية.
على سبيل المثال، إذا كان والدك العنيف يتناول القهوة كل يوم، فلن تكون ردّة فعل دماغك إيجابية تجاه رائحتها. وقد يحدث هذا الأمر في الوعي أو اللاوعي.
وعلى العكس، إذا كان والدك حنوناً، فستحب رائحة القهوة لأنها ستشعرك بالأمان وستذكّرك بالأوقات التي أمضيتها برفقته.
وهذا يعني أن ردة فعلك تجاه القهوة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بعلاقتك مع الأشخاص الذين يشربون القهوة، بخاصة في طفولتك.
من الضروري أن تسعى إلى إعادة بناء خبرة جيدة مع رائحة القهوة. يمكنك تحويل ردة الفعل السيئة تجاه القهوة إلى شعور إيجابي، والأمر في غاية البساطة: تناول القهوة مع صديق مرح مفعم بالحوية والنشاط لأن هذا الأمر سيترك لك ذكرى جميلة عن القهوة ورائحتها.
وبالإضافة إلى أن القهوة تنشّط جينات وبروتينات تقضي على الإرهاق وتساعدك على البدء بنهارك بشكل أفضل، فهي تساعدك أيضاً في الحصول على ردة فعل عاطفية إذا ربطتها بجو عاطفي مليء بالمشاعر الإيجابية.
وتذكّر دائماً أن رائحة القهوة تشعرك بالراحة حتى لو لم تكن تحبها!