سواليف – يستمتع كثير منا بتناول السكريات سواء بعد تناول الطعام أو لتحسين الحالة المزاجية، فهي خيار سرعان ما يشعر صاحبه بالسعادة، لكن ماذا يحدث للجسم عند تناول كمية تفوق حاجته من السكر؟
وللإجابة على هذا السؤال، يقول الدكتور روبرت لوستيغ طبيب الغدد الصماء في مستشفى بنيوف بسان فرانسيسكو إن الفركتوز الموجود داخل معظم أنواع الفاكهة تقريباً وبعض أنواع الخضروات يؤثر على مركز المكافأة في الدماغ مما يعطي الشعور بالسعادة، وفق تقرير نشره موقع “تايم” البريطاني.
وتؤكد الأبحاث أن الأنظمة الغذائية القائمة على تناول الفواكه والخضروات بشكل كبير تؤثر على عملية التذكر أو التعلم، بسبب امدادها الجسم بنسبة عالية جداً من الفركتوز.
كما أوضح الباحثون أن تناول قطعة من الحلوى لا يكبح الشهية، بل يزيد من الرغبة في تناول كميات أكبر منها لأن الفركتوز يتداخل مع مراكز الإحساس بالشبع في الدماغ.
هذا بالإضافة إلى أن تناول الكثير من السكر يعرقل عمل الكولاجين وهو البروتين الذي يحافظ على شباب البشرة، فضلاً عن أن الكبد يقوم بتخزين فائض السكر في الجسم على شكل دهون، ما يزيد من خطر الإصابة بالسمنة والسكري من النوع الثاني وأمراض القلب والأوعية الدموية، على حد قول دكتور لوستيغ.
كما أن الفركتوز يسرع من عملية الأكسدة المعتادة في خلايا الجسم، الأمر الذي قد ينتج عنه تضرر أنسجة وأعضاء الجسم، مما يرفع مخاطر الإصابة بمشاكل صحية، كأمراض الكبد والفشل الكلوي وإعتام عدسة العين جراء المياه البيضاء.
ويؤدي تناول كميات كبيرة من السكر إلى تحرر كميات وافرة من مادة الدوبامين الكيميائية في الدماغ، ما يجعل الإنسان لا يتقبل إلا كميات كبيرة من الطعام حتى يشعر بالشبع.
كما تعمل الحلويات على خفض مستوى هرمون الإجهاد “الكورتيزول”، وهوهرمون ستيرويدي يفرز من قشرة الغدة الكظرية استجابةً للإجهاد أو لانخفاض مستوى هرمونات القشريات السكرية في الدم على المدى القريب، لكن ذلك يرهق الجسم أثناء عملية التخلص من الكربوهيدرات المكررة، لذا ينصح دكتور لوستيغ بممارسة الرياضة للتخلص من الإجهاد عوضا عن تناول السكريات.
وتسبب الكربوهيدرات المكررة كالموجودة في الخبز الأبيض والمعكرونة، ارتفاعاً سريعاً بمستويات الجلوكوز بالدم، ما يؤدي إلى الشعور بطاقة إضافية على المدى القصير، إلا أن ذلك لا يدوم طويلاً ويعود الجسم ليشعر بالخمول والكسل، لذلك ينصح باختيار الوجبات الخفيفة الغنية بالبروتين مثل اللبن اليوناني مع التوت الطازج أو الخضروات الطازجة والحمص، لما تتميز به من المساعدة في استقرار نسبة السكر في الدم وإمداد الجسم بالطاقة لفترة أطول.