سواليف – رصد
نعى نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي الطفل إياس معاوية العتيبي والذي توفي غرقاً داخل نافورة في منزل عائلته في بلدة بت راس شمال مدينة إربد.
وروى أحد النشطاء المزيد من التفاصيل حول وفاة الطفل إياس ابن معاوية العتيبي قائلاً: الشيخ معاوية ابن شيخنا إحسان العتيبي ابنه طفل ابن سنتين وقع اليوم في بركة ماء وغرق ومات والذي اخرجه ميت من البركة هو نفسه ابوه اعطاه مباشرة لجد الطفل وسجد لله شكرا ثم ناخذ الطفل وندفنه وقلوبنا تتقطع ثم يقف والد الطفل علئ المقبرة ويعطينا موعظة تقطع القلوب ثم انصرفنا ولما اذن العشاء صلى بنا اماما وقرأ بنا في الركعة الاولى( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمْوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَأُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)وفي الركعة الثانية( مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)ونحن خلفه قلوبنا تتفطر من الحزن والبكاء.
وكتب آخر:
ما أصعبُ فقدٍ قد يواجهه الإنسان على مر زمانِه و أيامِه ؟
مالُه ؟ .. بيتُه ؟ .. وظيفتُه ؟ .. أمُّه ؟ .. أبيه ؟ .. زوجه ؟
لا والله ما هو بهذا ولا ذاك
إنه فقد الولد .. فلذة الكبد .. و مُهجة القلب ..
وهذا أخي معاوية العتيبي يفقد ولدَه .. قلبه و روحهَ و نظرَ عينِه … فجأةً دون سابق إنذار ؛ مات إبنُك .. حبيبُك .. ! يا الله ! والله لو نزل هذا الخبر على جبلٍ لهدّه هدّا .. والله لو جئت بصنانيدِ الرجال و عُتاتهم لجَثَوا على الركب .. ولانفطرت قلوبهم و تصدّعت .. و لناحوا نَوْح الثكالى ..
ولكنها حلاوة الإيمان التي خالطت بشابشته القلوب ..
يأتيه الخبر فينتشل قلبَه من الماء يناوله جدّه ثم يخرّ ساجداً لله ؛ الله أعطانيه والله أخذه ..
وعند الدفن يصمت الكلّ من هول الفاجعة فيقف فيهم خطيباً واعظاً مذكّراً تفترّ شفتاه عن لآلئ منثورة و جواهر مكنونة من قلبٍ طالما أخبت لله و قام لله و عمل لله فهو من الله إلى الله .. أو تعجب ؟ فالأعجب إذ يؤمهم في الصلاة يقرأ قول الله “و لنبلونّكم بشيءٍ من الخوف والجوع و نقصٍ من الأموال و الأنفس و الثمرات و بشّر الصابرين”
ثم يقرأ “ومن يؤمن بالله يهدِ قلبه”
يا الله
ما أعظم الإيمان بالله
هذا ما فعله القرآنُ الذي عاشَه طفلاً و شابّاً و رجلاً حتى تغلغل في كلّ خليةٍ و ذرةٍ في كيانه .. فغدا أنيسَه و رفيق دربه و مسرّي همومه .. هذا نتاج سنوات العلم وطلبه .. هذا نتاج قيام الليل و صومِ النهار و استغفار الأسحار ..
عظم الله أجرنا و جبر حزننا و ربط على قلبك أخي و قلوب محبيه و إنا لله و إنا إليه راجعون