نشرت مجلة “فاست كومباني” الأمريكية مقال رأي للكاتبة ستيفاني فوزا، تحدّثت فيه عن تجربتها مع الإقلاع عن #استهلاك #الكافيين لمدة شهر.
وقالت الكاتبة، في تقريرها ؛ إنها تعشق #القهوة وكانت معتادة على شرب ما يصل إلى أربعة أكواب من القهوة كل صباح. لكنها دفعت ثمن هذا الاستهلاك المفرط، حيث إنها كثيرا ما تشعر بالانفعال والتوتر الزائد وبعض الانزعاج في #المعدة. وقد اكتشفت لاحقا أن كل قرص من البن الذي يتم وضعه في ماكينة عصر القهوة، يحتوي على 100 ميليغرام من الكافيين، وهي كمية لا يستهان بها.
ثم شاهدت زميلا سابقا، وهو الكاتب جيف بيرلمان، ينشر على تويتر خبر إقلاعه عن تناول #الكافيين، ففكرت في النسج على منواله. لقد كان هذا الرجل معروفا باحتساء القهوة بشراهة، إلا أنه شعر بأن لها تأثيرا سيئا على جسمه وحالته النفسية، وباتت تحرمه من النوم الجيد، وتسبب له ارتعاشا في اليدين.
وقد انتقل بيرلمان إلى شرب القهوة منزوعة الكافيين، وأكد أن هذا التغيير كان سهلا بشكل لا يصدق. وبعد التفكير لشهور عديدة، قررت ستيفاني أيضا خوض التجربة نفسها، والابتعاد عن الكافيين.
ماذا حدث عندما توقفت؟
ذكرت الكاتبة أن التغيير كان أسهل مما توقعت، تماما كما قال بيرلمان. فهي تحب طعم القهوة وتفضل أن تكون سوداء. وكان الانتقال إلى البن منزوع الكافيين كافيا بالنسبة لها لإشباع رغبتها. ولكن على عكس بيرلمان، أحست ستيفاني بوجود آثار جانبية لهذا التغيير، حيث عانت من الصداع في اليوم الأول.
وترى الكاتبة كارا فيتجيرالد أن “تجربة الصداع منتشرة كثيرا في الحالات المماثلة، وهي من أعراض الانسحاب من إدمان الكافيين. هذا الشعور مؤقت، وقد يكون صعبا في البداية ويستسلم له كثيرون ويعودون لاستهلاك الكافيين”.
إلى جانب الصداع، شعرت ستيفاني بالإعياء كامل اليوم على مدى أسبوعين. وتقول أخصائية التغذية هايلي ميلير؛ إن “السبب هو أن التخلص من الكافيين في البداية يجعلك خاملا وبطيئا، وتتراجع طاقتك وقدرتك على التركيز. ولكن الخبر الجيد هو أن هذه المرحلة لا تدوم طويلا، وذلك بفضل القدرة المذهلة للجسم البشري على التأقلم مع التغيير. وستستعيد نشاطك وصفاء ذهنك وتركيزك خلال أسابيع قليلة بعد الإقلاع”.
بالنسبة لستيفاني، استغرق الأمر بعض الوقت ولكنها في النهاية عادت إلى حالتها الطبيعية، حتى إنها شعرت باستقرار في مستوى التركيز والنشاط خلال كامل اليوم، عوض النشاط في الصباح ثم الإرهاق في المساء. كما أن جودة النوم تحسنت، بعد أن كانت سابقا تعتقد أن الكافيين الذي كانت تستهلكه في الصباح لا يؤثر على النوم في الليل. وتقول فيتجيرالد؛ إن “أهم فائدة للتخلص من الكافيين هي تحسين جودة النوم، وذلك لأن الكافيين من المنبهات، وحال دخوله إلى الدماغ فإنه يعطل مستقبلات الأدينوزين”.
تضيف فيتجيرالد أن “الكافيين يبقى في الجسم حوالي خمس ساعات، ولكنها تطول بالنسبة لبعض الأشخاص، حيث قد يستغرق الجسم ما يصل إلى عشر ساعات للتخلص منه، لذلك يؤثر سلبا على النوم. وسيواجه الأشخاص الذين يعانون من بطء التمثيل الغذائي مشكلة أكبر، وهي ارتفاع سكر الدم والضغط، وزيادة احتمالات الإصابة بالنوبات القلبية”.
وتقول ميلير؛ إن التوقف عن شرب القهوة له فائدة أخرى، وهي التقليل من عدد مرات الذهاب للحمام، باعتبار أن هذا المشروب يعتبر من مدرات البول. ويستفيد الجسم أيضا من تحسن امتصاص فيتامين ب، عند التوقف عن شرب القهوة.
ولكن للكافيين فوائد أيضا
توضح فيجيرالد أن هناك جدلا بين العلماء حول دور الكافيين في إطالة العمر، وهو تأثير لوحظ لدى حشرات الثمار، والفئران والديدان، ولكن لم يتم إجراء الدراسات الكافية على البشر. كما يُعتقد أن استهلاك الكافيين بشكل معتدل، يحمي الأعصاب من الأمراض المرتبطة بالشيخوخة، مثل الخرف وداء باركنسون.
وعندما ننظر إلى المشروبات التي تحتوي على الكافيين، مثل القهوة والشاي، فإنها تحتوي على بعض المكونات الكيميائية المفيدة للجسم. وتقول فيتجيرالد؛ إنه “عندما نقرأ الدراسات التي أجريت على شاربي القهوة، نلاحظ أنهم يعيشون لعمر أطول، سواء كانوا يشربون القهوة بالكافيين أو من دونه”.
وأشارت الكاتبة إلى أن الكافيين منبه طبيعي وطريقة ممتازة للحصول على جرعة من الطاقة في الصباح، ومحاربة النعاس الذي نمر به في الظهيرة. ولكن الإكثار من أي شيء قد يكون مضرا، لذلك يحذر الأطباء من أن تجاوز أربعة أكواب قهوة في اليوم قد يكون خطيرا.
وتنبه ميلير إلى أن قرار الابتعاد عن الكافيين، يجب أن يرتبط أولا بنمط حياتك ودوافعك الخاصة. إذا كنت تشرب القهوة لأنك تحب طعمها، فإن الابتعاد عنها ليس ضروريا. أما إذا كنت تعتمد على الكافيين على مدى كامل اليوم لتحصل على النشاط، فإنك سوف تتعرض لأضرار متعلقة بجودة النوم ومستويات التوتر وامتصاص الأغذية، كما أن هذه العادة ستؤدي في النهاية لتدهور قدرتك على التركيز. لذلك من الأفضل الحصول على الطاقة والنشاط من مصادر أخرى غير القهوة.