هذا قول درويش في غزة

هذا قول درويش في #غزة

#خول_الكردي

يعتبر #محمود_درويش من الشعراء الفلسطينيين الذين حملوا هم قضيتهم قضية #فلسطين على أكتافهم، منذ أن بدأ في الولوج إلى عالم الشعر وهو في عمر صغير، سيما مع تصاعد الاضطهاد الصهيوني بحق الفلسطينيين وسرقة أراضيهم ونهب ممتلكاتهم والحط من كرامتهم والتضييق عليهم وحرمانهم من حرية التنقل بين مختلف مدنهم الفلسطينية ومن كل معنى للحرية، ومع ازدياد الهجمة الإسرائيلية الشرسة على قطاع غزة، واستباحة الدم الفلسطيني وتدمير كل معالم الحياة فيه، بالتزامن مع ضرب الغزيين أروع ملاحم الصمود والنضال والمقاومة في وجه الصلف الإسرائيلي العدواني الهمجي، قال درويش معبراً عن ذلك:
خاصرتها بالألغام…وتنفجر…لا هو موت…ولا هو انتحار…
إنه أسلوب غزة في إعلان جدارتها بالحياة منذ أربع سنوات ولحم غزة يتطاير شظايا قذائف.
لا هو سحر ولا هو أعجوبة، إنه سلاح غزة في الدفاع عن بقائها وفي استنزاف العدو.
لأن غزة بعيدة عن أقاربها لصيقة بالأعداء…
لأن غزة جزيرة كلما انفجرت وهي لا تكف عن الانفجار خدشت وجه العدو وكسرت أحلامه…
وفي الأبيات التالية أوضح درويش كيف أن غزة صارت كابوساً يقض مضجع العدو، لأنها قوية بصمودها ودفاعها عن ذاتها بلحمها ودمها، فإرادتها وصبرها هو سر كره الأعداء لها وهو حقد دفين في صدورهم تجاه غزة:
ليس غزة حنجرة…مسام جلدها هي التي تتكلم عرقاً ودماً وحرائق…
من هنا يكرهها العدو حتى القتل…ويخافها حتى الجريمة…ويسعى إلى إغراقها في البحر أو في الصحراء أو في الدم…
وفي الأبيات القادمة يشرح درويش أن محبي غزة يرون فيها النموذج الذي يحلمون به، حلم الانتصار المأمول الذي تلاشى منذ عقود، والكابوس الجاثم على صدر العدو:
من هنا يحبها أقاربها وأصدقاؤها على استحياء يصل إلى الغيرة والخوف أحياناً. لأن غزة هي الدرس الوحشي والنموذج المشرق للأعداء والأصدقاء على السواء.
الحقيقة الشاخصة من منظور درويش أنه من الظلم اعتبار غزة أسطورة، ولكنها بقعة صغيرة في هذا العالم الواسع المترامي الأطراف، مجرد مدينة فقيرة تقاوم بإصرار كي تحيا ويحيا الوطن الأم فلسطين:
ونظلم غزة حين نحولها إلى أسطورة، لأننا سنكرهها حين نكتشف أنها ليست أكثر من مدينة فقيرة صغيرة تقاوم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى