
الاردن قبل و بعد
منذ زمن ليس ببعيد اي قبل حوالي خمسة وعشرون عاما كان الاعلام محصورا في المؤسسات الحكومية مثل مؤسسة الاذاعة والتلفزيون و الصحف اليومية التي تعبر عن رأي الحكومة و المواطن متلقي للخبر و المعلومة. و لم يكن في ذلك الزمان هيئات مستقلة و ديوان مظالم و لا هيئة مكافحة الفساد لم يكن لدينا سوى ديوان المحاسبة. و كان يسود الاحترام والتقدير المتبادل بين الناس و مستوى التعليم يسير الى الامام في المدارس والجامعات. و كان لرجال الأمن هيبة و للمعلم هيبة تليق بما يخدم مصالح الناس. و كان المسؤول يخاف ان فكر في الاختلاس من غضب السلطان و الناس. و كان و كان و كان………
اما الآن في عهد التجديد و الانفتاح و حرية الاعلام و تطور وسائل الاتصال و القدرة على الحصول على المعلومات و الاخبار لم يعد الموطن متلقي للخبر و المعلومة من الحكومة.
و انتشرت الهيئات المستقلة و ديوان للمظالم و هيئة مكافحة الفساد لتبرئة الفاسد و المفسد و ديوان المحاسبة لا يحاسب. و تبخر الود بين الناس و ساد الحقد و الإلتباس. و مستوى التعليم يسير الى الوراء في المدارس والجامعات و الكليات بعصر الاساليب و الإستراتيجيات. و لا هيبة لرجل الامن و المعلم سواء بسواء. و اما المسؤول لم يعد يخاف من غضب السلطان و الناس ان فكر في الاختلاس و يتقن السطو على اموال الناس بجرأة و دون احساس. و اوشكت البلد على الافلاس و الناس يغرقهم السبات بنعمة الامن والامان هنات نعاس و حديث عن التحديات منذ سنوات فائتات في الخطب و الجماعات دون وضع الخطط و الإستراتيجيات لحل هذه الازمات و كأننا في بلد يفتقر للكفاءات بحصر التعيينات في المراكز و القيادات على ابناء الذوات من المتنفذين و المتنفذات و تدوير الوزارات بين عدة شخصيات
ليس لديهم ادنى الكفاءات للاصلاح و تطوير الذات مما اطاح بالاقتصاد و تقزيم البلاد و الاعتماد على الهبات و المساعدات و اقناع العباد بشح الموارد و ضيق البلاد و تحسين الحال اصبح من المحال اذا لم يحسم الامر السلطان و يحسن ادارة البلاد بتكليف الكفاءات من الثقات لتخليص البلاد من عبث ابناء الذوات و سننتظر ما هو آت.