هذا المَساء ..

[review]

-كأنَّ المساءَ حَزين

وروحُ الفصولِ تئن
كأنّ ارتجافَ الغُصون
يُوشوشُ عُشّ حَمامٍ هَلِعْ

بأنَّ هنالِك من يُذبحون

مقالات ذات صلة

ومن يُطحنونَ بموسم صبر

فيَهتزُ في القش ضِلعْ
وينزفُ في القلبِ قََطعٌ قديم خَدِر
بغيرِ وجع!

-ألا أيهذي الغُصون..

رمادُكِ أولى بهذا الحَزن!

/

-كأن النّجومَ شواهِدُ زورٍ لِئام

تسيلُ لتُخفيَ حَشدَ الظّلام
تُماري بذُلٍ صفيقِ مُراقِ الضّياء
ثُمالةَ وحشٍ مُريع
تَرنحَ فوق الدِّما والدّموع!

-ألا أيهذي النجومَ

غيضي فإنّ انساكبكِ عهرٌ

تبرأ منهُ خُشوعٌ قديم

بقنديلِ ليلِ البُكاء
غداةَ انكسر!

/

– كأنّ الدّروبَ تميدُ وَهَن
ودربٌ بعيدٌ ينوءُ بنزفِ الدِّمنْ
فيرشحَ دمعا ولحما وماء
كأنّ تَقاسَمَ خُبزَ الرّحيلِ مع الغُرباءْ
تعوّذَ: ما كان عندي وطن!
وعافَ هناك فُتاتَ الضّلوع
تحزّمَ بالحشرجات الكثار

وبعض لحون

تُهدهدُ فيه شِفارَ الجراحِ لئلا تغور

– لعمريّ كيفَ تُهدهدُ جرحَ الكرامةِ حين يفور!

/

-كأن النّهار

– وياللنهار !

-كأن النهارَ جنونٌ جلي

فما عادَ يدري لزومَ العبورِ بدربِ الرفاة

لزومَ الربيعِ لزومَ الشتاء

لزومَ التحافِ الزمنِ

يُسابق كلّ اتجاهٍ لعوبٍ بدونِ ثمن

لزومَ النّحيبِ على مقبرة

كأن النّهار أفاقَ على مجزرة
فهزّ برفقٍ جمودَ الحياة

وأقسَم أنّ الذّهول خنوع

وأقسم أنّ التّعقلَ جُبنٌ..

وأنّ السُّكوتَ بِضاعةُ صُبحٍ خؤون
على ثغرهِ المرتخي..
تضجُ الشياطينُ بالضحكاتْ
بأنّ التّفكرَ بعدَ الدماءِ.. هباءٌ هباء

-رأيتُ النّهارَ يَدبُّ هُروبا

يذوبُ حياءً بكفِ السّماء
يلوذُ بجُحر المساء!

/

– كأن القمر
بُعيدَ اغتصابِ البراءةِ في حِجرِ قهر..
تراءى له الكبرياء
فنادى.. كأني فَناء

ونادى بأنّ البياضَ غوايةُ عَتم

بأنّ المُحاقَ كرامة نصفٍ أثيم

توشّحَ هالة طهرٍ تُشيِّعُ بين البراعِم روحَ جنين

– كأنّ نسي
بأنّ الحقيقة بِكرُ السّماءِ..
و للغدر قَبر!

/

-كأنّ الجّبالَ شُرورُ البشَر
ومنذُ قرون
تَشققَ منها سؤالا تغذّى بجَمر
تجبّر لمّا كبُر
وتلك الاجابةُ تجري .. خِلالَ التّرابِ خِلال المَطر
فيقدحَ ما بينَ رفثٍ ودم
سؤالا جديدا يجوع
فيشهقُ غصن
كأن المساءَ يئن..!

-كأنّ البِحار ..كأنّ العيون .. كأنّ مَواكبَ نورٍ تَمور

تثورُ لتُطفئ جَذوةَ كُفر

وتُشبِع ثُقب الخطايا بقبضةِ طين

وتحثو الرّوؤس بترْبِ الجّزاء

فيسكنَ عشٌ كفاهُ الأنينُ وجع ..

ويُقطعُ غصنٌ روتهُ الدّماء !

/

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى