هدية عيد الميلاد الحادي و الثلاثين !!! “
مهند أبو فلاح
في ١٣ تشرين الثاني نوفمبر من العام ١٩٦٦ و في غمرة استعدادات الاردن للاحتفال بعيد مليكه الشاب حينها المغفور له الحسين بن طلال شن العدو الصهيوني عدوانا مفاجئا على بلدة السموع جنوب مدينة الخليل في ضفتنا الغربية المحتلة موقعا عشرات الشهداء بين صفوف المدنيين العزل في هذه البلدة الوداعة الآمنة .
العدوان على السموع الذي جاء قبل اقل من ٢٤ ساعة من عيد ميلاد العاهل الاردني الراحل المولود في ١٤ – ١١ – ١٩٣٥ ، لم يقتصر على الحاق الاذى بالمدنيين الابرياء بل تعدى ذلك الى نصب كمين غادر بحق رتل مدرع اردني باسل هب لنجدة اهلنا في السموع و على رأسه العقيد الركن بهجت المحيسن أحد انبل و اكفأ ضباط جيشنا العربي قائد لواء حطين مما ادى الى استشهاد ٤٥ عسكريا من ابطال جيشنا العربي المصطفوي و إصابة العشرات الاخرين و من بينهم العقيد المحيسن الذي أصيب بجراح و هكذا روى ابطال قواتنا المسلحة بدمائهم الزكية ارض فلسطين مؤكدين على وحدة المسار و المصير بين ابناء شعبنا العربي الواحد على ضفتي نهر الاردن الخالد المقدس .
دماء شهدائنا البواسل التي عمدت ثرى فلسطين الطهور اكدت بما لا يدع مجالا للشك ان عدونا الغاصب يكن في اعماقه المريضة الحقد و البغض لكل ما هو عربي مهما كانت مواقفه من الصراع العربي الصهيوني و ان كل الاجراءات التي بذلها الاردن على الصعيد الرسمي لاسقاط ذرائع حكام تل ابيب و اجهاض مخططاتهم التوسعية العدوانية لم تؤت اكلها بل جاءت بنتائج عكسية ، حيث سعى حكام تل أبيب جاهدين لإفشال خطط الاردن الرامية إلى الاعتماد على الذات و التي أطلقها رئيس الوزراء الراحل الشهيد البطل وصفي التل رحمه الله تعالى .
الخطوات الاردنية التي استبقت العدوان على السموع و على رأسها حملة الاعتقالات الواسعة النطاق التي شنتها الاجهزة الامنية في الضفتين الشرقية و الغربية في نيسان / ابريل من العام ١٩٦٦ بحق قيادات و كوادر حزب البعث العربي الاشتراكي الداعمة للكفاح المسلح ضد الصهاينة الاوغاد لم تفلح في ثني هؤلاء المجرمين القتلة عن المضي قدما في غيهم و مسعاهم الخبيث لاحتلال ضفتنا الغربية الحبيبة في حزيران يونيو من العام التالي ١٩٦٧ .
و بعد اقل من خمسة أشهر من ذلك التاريخ شن حكام تل ابيب عدوانا جويا مباغتا فوق سماء دمشق الفيحاء في السابع من نيسان / ابريل ١٩٦٧ بالتزامن مع الاحتفال في ذكرى تأسيس حزب البعث مما يؤكد ان العدو الصهيوني لم يختر توقيت عدوانه على السموع قبل اقل من خمسة اشهر من ذلك التاريخ اعتباطا و ان الامر برمته مقصود و مخطط له مسبقا ، مما يؤكد قول الحق عز وجل في محكم تنزيله العربي المجيد ” لتجدن اشد الناس عداوة للذين ءامنوا اليهود و الذين أشركوا ” .