هدهد سليمان و ” براقش ” العربان !
بسام الياسين
هناك دراسات خرجت عن الطريقة النمطية في علم النفس لتصنيف الشخصيات الانسانية المعروفة :ـ كالانطوائية،النرجسية،الفصامية….!.اثبتت فيها وجود تشابه في سلوكيات الانسان والحيوان،الطائر،الحشرة.لهذا اطلقت العرب على الابناء اسماء حيوانات وضربت بها الامثال :ـ ” إن اسوأ ما في الحياة ان يكون خصمك حشرة ” او ” ان يفترسك اسد خير من ان يعوي عليك كلب “. سلوكيات اثارث رغبتي المعرفية في ولوج هذا العالم،فتحت العلامات الظاهرة للسلوكيات،تختفي دلالات مثيرة.
الرجل / الاسد : رجل تهابه الرجال وتخافه { كأنها حُمر مستنفرة فرت من قسورة } . يحترمه من حوله،لا يعتدي الا اذا دخل غريب منطقته وتجاوز حدوده التي حددها بنفسه لنفسه. لثقته العاليه بقوته وقدرته الدفاع عن مملكته.لا يقبل ان يطء احد كرامته.تجده يرسم حدوده برشقات من بوله.فعند تلك الخطوط تتوقف خطوات الآخرين ، لا احد يجرؤ على اجتيازها، الا من يود ان تثكله امه،لانها لن ترى منه سوى بقايا عظامه. الاسد / الملك غير جشع ان شبع ،وهذه شيم العظام.
الرجل / الذئب : شجاع يواجه خصمه وجهاً لوجه،لا يأتيه غدراً من خلفه. إن امسك به يمزقه. يأكل حتى يشبع ثم يترك بقية الفريسة للكلاب المتحلقة حوله، وللجوارح المحلقة فوقه. الرجل / السلحفاة : يتسلل بين الناس خفية. جبان بطبعه، دائم الهرب ، ينكمش لو هبت عليه نسمة. انطوائي لا يخرج من صدفته الا حينما يستشعر الامان. يُطل برأسه بينما ترتعد فرائصه. لا يخطو خطوة الا عندما يطمئن ان لا احد حوله. الرجل / الارنب رعديد بطبعه،خواف بفطرته، يطلق ساقيه للريح كلما احس حركة،اما اذا فرغت له الساحة، تراه ككرة مطاطية دائم النطنطة.حركات جلها للاستعراض. يخاف المواجهة ويغدو عنترة ان تُرك وحده .
الرجل / النملة رجل صبور عملي،دؤوب لا يتوقف عن الحركة.نشيط يحمل اكثر مما يحتمل . لا يعرف في حياته سوى جمع المال وتخزين الطعام،وغالبا ما يقضي نحبه اثناء تأدية واجبه…سميت سورة في القران باسمها ولم تُسمَ باسم نبي الله سليمان وهي التي اضحكته و دفعت به للدعاء :ـ { فتبسم ضاحكاً من قولها وقال :ـ ربي اوزعني ان اشكر نعمتك التي انعمت عليَّ وعلى والدي }.النمل آية من آيات الله،خاصة النمل العسكري الاشد فتكاً بين مخلوقات الغابة كافة.
الرجل / النحلة رجل بالغ التنظيم و النطافة،ذو عقلية هندسية،يمضي عمره من زهرة الى زهرة،حاملا غبار اللقاح لتخصيب النباتات.يقضي حياته في جمع العسل، ليعطيه للانسان غذاءً وشفاءً.نقيضه الرجل / البعوضة،رجل يقتات على دم الاخرين،و يسعد بايذائهم .ينطوي تحت ذات المظلة، الرجل الصرصار،وهو شخصية مقززة انتهازية.لديه قرون استشعار قوية،وقدرة عجيبة على تغيير جلده حسب المتغيرات،وولوج الفتحات النتنة والتكيف مع المناخات القاسية. الرجل / الذبابة: يحط على القاذورات،وينقل الامراض. “هماز مشاءٍ بنميم”،صاحب فتنة،لا يجد في ذلك غضاضة لانه وُلد في اسرة مفككة وبيئة ملوثة .
الرجل / النعامة : هو الرجل الفضيحة،شخصية مزورة تقوم فلسفته الحياتية على ـ سلامته الشخصية ـ.فعند أي ازمة يدمل راسه بالرمل،ويُسلم عجزه لمن يطارده موحياً بلا حياء :ـ “افعل ما تشاء شريط سلامة راسي “.شخصياً لي دراية بهذا النموذج المريض الذي مكانه مصحة نفسية لا موقعاً قيادياً يسوم عباد الله العذاب ثأراً لمخازيه لا يدانيه في الوضاعة و الاذى الا الرجل / الغراب ـ استاذ “قابيل” ـ في فن الجريمة وطمسها .
الرجل الهدهد .جميل صديق البيئة الذي لا يشرب الا ماءً نظيفا ولا يأكل الا طيباً.كاشف الماء من السماء ولو كانت تحت الارض،داعية للحق،انقذ قوم سبأ من ضلال مبين الى هدى مستقيم :{ إني وجدت إمرأة تملكهم،وأوتيت من كل شيء،ولها عرش عظيم * وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله…}. الرجل الببغاء ودود، انيق، يحب بطنه.بارع في هز الرأس وترديد ما يملى عليه،يصلح للنيابة، ويبرع في الاعمال التنفيذية كخاتم مطاطي.فكن مثل هدهد سليمان مفتاح خير،لا ـ كـ ” الكلبة براقش ” التي جنت على نفسها و اهلها بينما ” الكلبة لايكا ” الاوروبية سبقت الانسان في اقتحام الفضاء .
