هجوم صهيوني على هدفٍ امريكي ! / مهند أبو فلاح

” هجوم صهيوني على هدفٍ امريكي !!! “

مهند أبو فلاح

يعد الهجوم الصهيوني على سفينة ليبرتي الأمريكية خلال عدوان حزيران / يونيو من العام 1967 أحد أهم الملفات الساخنة المتعلقة بتلك الحرب الكارثية التي وقعت كالصاعقة على الأمة العربية بأسرها .

سفينة التجسس الأمريكية التي كانت تمخر عباب البحر الأبيض المتوسط قبالة سواحل مدينة العريش شمال شرق شبه جزيرة سيناء المصرية شكلت الغارة الصهيونية عليها بعد ظهر يوم الثامن من حزيران قبل خمسة و خمسين عاما مفاجأة مدوية لجميع المراقبين و المحللين المتابعين للصراع في منطقة الشرق الاوسط ، ذلك أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت في حينها و ما زالت حتى وقتنا الحاضر إحدى أبرز حلفاء حُكام تل أبيب في مشروعهم التوسعي السرطاني الخبيث الذي تمت زراعته في قلب الوطن العربي الكبير .

مقالات ذات صلة

العضو السابق في الكونجرس الامريكي عن ولاية إلينوي بول فندلي و الذي رحل عن دنيانا الفانية قبل ثلاثة أعوام كشف النقاب في كتابه الشهير المعنون بمن يجرؤ على الكلام و المترجم إلى اللغة العربية عن أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ” السي . أي . إيه ” كانت على علم مسبق بالهجوم – الإسرائيلي على سفينة ليبرتي و ان الصهاينة كانوا يزمعون إغراقها في السابع من حزيران قبل يوم واحد من وقوع الهجوم عليها !!!

المعلومات الموثقة التي أوردها فندلي و المستندة إلى ما أوردته صحيفة نيويورك تايمز في عددها الصادر بتاريخ 10يونيو / حزيران من العام 1967 تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الهجوم الصهيوني على ليبرتي لم يكن محض مصادفة أو خبط عشواءٍ في ليلة ظلماء بل جاء نتيجة تخطيط مسبق مدلِلاً على ذلك الأمر بأن الهجوم قد تم أولا في وضح النهار و ثانيا بأنه قد استغرق قرابة الساعتين و هي مدة أكثر من كافية للتعرف على طبيعة الهدف .

على أية حال فإن المعطيات التي توفرت لدى النائب الأسبق في الكابيتول هول مقر الكونجرس الامريكي أشارت بوضوح إلى ضلوع إدارة الرئيس الأمريكي الراحل ليندون جونسون في طمس الحقائق المتعلقة بالهجوم الصهيوني على سفينة ليبرتي و هو أمر تورطت فيه الإدارات الأمريكية المتعاقبة سواءً أكانت جمهورية ام ديمقراطية في انتمائها الحزبي .

العديد من الساسة الامريكان إرضاءً للوبي الصهيوني المتنفذ جدا في بلاد العم سام و من ابرزهم السيناتور جون ماكين المرشح الأسبق لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية عن الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في العام 2008 تورطوا في إخفاء و قلب الحقائق المتعلقة بهذا الهجوم الصهيوني على السفينة ليبرتي ، فقد أثنى ماكين شخصيا على كتاب ألفه طيار سابق في سلاح البحرية الأمريكي أصبح لاحقا قاضيا اتحاديا في امريكا هو السيد جاي كريستول تحت عنوان ” حادثة ليبرتي ” ادعى من خلاله مؤلف هذا الكتاب أن الهجوم حدث عن طريق الخطأ ليس إلا !!! .

بعد مرور خمسة عقود و نصف على هذا الهجوم الصهيوني على قطعة بحرية تابعة لدولة حليفة من الطراز الأول لحكام تل أبيب ما زالت التساؤلات قائمة و بقوة عما كانت تفعله سفينة التجسس الأمريكية هذه على بعد خمسة عشر ميلا فقط من السواحل المصرية خلال تلك الحرب الغاشمة التي لم يتورع خلالها الصهاينة عن ضرب القطعات العسكرية المصرية المنسحبة من شبه جزيرة سيناء على نحو إجرامي جبان لا يشبهه الا ما قام به حلفاؤهم الاستراتيجيون في واشنطن أثناء انسحاب القطعات العسكرية العراقية من الكويت عام ١٩٩١ على نحو يعبر بمنتهى الوضوح عن الحقد الدفين الذي يعتمل في صدور هؤلاء على القومية العربية و على اي مشروع حضاري ينهض بهذه الأمة المجيدة .

إن تستر زعماء البيت الأبيض و مجلسي النواب و الشيوخ الأمريكيين على الهجوم الصهيوني على قطعة بحرية تابعة للأسطول الأمريكي السادس و الذي أودى بحياة 34 بحارا أمريكيا يؤكد للقاريء العربي إلى أي مدى يخضع حكام الولايات المتحدة للنفوذ الصهيوني حتى لو كان ذلك الأمر على حساب دماء جنودهم التي تبدو رخيصة الى أبعد الحدود عندما يتعلق الأمر بالدويلة العبرية المسخ !!!!! .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى