كتبت نور الدويري
استكمالا لنشر بحثي هبة نيسان و قصة رغيف خبز
لاحقا للفصل الاول …
الفصل الثاني تحول الهمة لهبة نيسان _ ازمة 89 _
ذكرت في ختام الفصل الماضي كيف بدأت الأزمة من معان لتمتد لمدن المملكة مثل امتداد النار على الهشيم ، بدأت بنيسان 1989 حينما قرر سائقو تكسي في معان من الاحتجاج ليلحقهم الأهالي والطلبة و تبدأ الاحتجاجات و رغم أن التظاهر سلمي الا أن عدم فضه أدى الإلقاء قنابل مسيلة لدموع والرصاص الذي أدى بحياة شاب معاني مما أدى لفورة غليان أسفرت عن أعتقال أكثر من 500 شخص في معان و مقتل أحدى عشر شخص و امتدت لباقي المدن فوصلت لتفجير سيارة بترول في الهاشمية و شاحنة خط الأردن- سورية و تدخل قوات البادية باكثر من منطقة منها – معان -، و بدأت البيانات تأخذ حيزا واسعا حولها.
اعتقد هنا أن تحول الهمة لهبة جاء لأن الحكومة لم تحاول تدارك رفع السلع الأساسية و المحروقات بل و منع بيع بعض السلع بغرض إعادة التسعير في تأكيد لوجود نية سيئة للحكومة ادت لما حصل.
ان فشل تفكير الحكومة بتقليص المساعدات والديون والبحث عن تنمية مستدامة بالقطاع الزراعي والصناعي وتعزيز التجاري و دفع الاستثمار الداخلي ساهم في تغلي الحياة و ارتفاع البطالة حيث كانت النسبة الاستيعابية تفوق 53% لكنها انخفضت مع السياسات السيئة لتصبح 22 %.
و تمركز الإستثمار في عمان لخدمة تهجير الفلسطينيين بدل أن توزع بالعدل في اقاليم الاردن .
اعتقد ان ما حول الهمة لهبة هو عدم قدرة الحكومة على التعامل مع الأزمة و افتعال أزمة بالقوة و الاشتباك لتجعل من الحوار فيما بعد مرفوضا ويرشق بالاحجار كما حدث في موكب الأمير حسن فيما بعد .
الفصل الثالث سلوكيات القبض على الهبة
بدأ السلوك العدائي من الحكومة يكشر عن أنيابه لإستخدام القوة والتي انتقلت من القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي لتنتهي بالملاحقة و إنزال قوات البادية و تصعيد الاعتقالات و وقوع شهداء وجرحى أدت بالنهاية لمحاولة التفاوض حيث حاول الامير حسن فتح مجالا للهدوء والتفاوض لكنه فشل فيها ، مما حتم اسقاط حكومة الرفاعي و تعين العسكري الشريف زيد بن شاكر الامير فيما بعد لاعادة ضبط الموقف ومن القرارات التي تم اتخاذها لاحتواء هبة نيسان :
1/ الدعوة لانتخابات كاملة وليست تكميلية كما في عام 84
2/ تفعيل التعددية الحزبية
3/ خفض اسعار السلع
4/ اعادة ضبط القوانين الاستثمارية وغيره
يتبع …
