نِعناع المعاني النبيلة..في تكريم المبدعين بدورة الكرك والقدس..
ا.د #حسين_محادين*
العنوان : #حفل_تكريم ثُلة من #المبدعين/ات ومن اجيال وعناوين متعددة من #محافظة_الكرك.
الزمان: مساء يوم الثلاثاء 6/13.
المكان :مركز الحسن الثقافي-مديرة ثقافة محافظة الكرك،ضاحية المرج”قطاع عام”.
اسم الدورة : الكرك والقدس بُطينان في قلب واحد..
الداعم للتكريم :القطاع الخاص ممثلا في رجل الاعمال ظاهر أحمد عمرو.
ولعل التساؤل الابرز هنا هو، لماذا تعزيز وتكريم المبدعين وهم احياء ضرورة حياتية مُلحة…؟.
أقول،
استنادا الى اطروحات علم اجتماع الادب اولاً، ولدلالات الوفاء للابداع والمبدعين كقيمة عليا ثانيا ،إن
الانسان المبدع/ة في أيً من اجناس الابداع سواء اكانت كتابية ام بصرية او موسيقية على هيئة نشيد وطني ما وكلها تصنف من قيم الجمال والبطولات المتنوعة الحريًة بالتكريم هي والانسان المبدع الحقيقي، الذي يتفرد عن غيره من الاخرين بأنه مُفرِط الحساسية في يومياته، رقيق التعابير والتصاوير، وضاف الخيال والمآل، يتمثل ويعبر طوعا ونبلاً منه عن اوجاع وتطلعات اخيه الانسان لاسيما المظلوم او الفقير او النازع للتحرر من الاحتلال انحيازا منه كمبدع/ة لقيم الفرح والعطاء بالضد من قيم الموت التي يمثلها العدوان والاحتلال الصهيوني لفلسطين في هذا التكريم النوعي فعلا .
فرائد المبدع/ة..
يجب ألا نغفل في هذا السياق انهما اي الانسان “المبدع والعادي” هما اللذان يعيشان في بيئة وطبيعة واحدة احيانا وربما غالبا، ومع ذلك نجد المبدع/ة يتفرد عن الناس العاديين رغم كثرتهم في المجتمع بأنه وحده الذي يُشيًد الوجدان ويؤجج الذوق الشعبي والذائقة الجمعية والتراثية للمجتمع بكل ما هو نبيل وسام ِ الى حد ان مجتمعات عديدة قد اشتُهرت بابداع واناشيد وروايات ابنائها من المبدعين، وليم شكسبير في بريطانيا مثلا، وأم كلثوم في مصر ،فيروز في لبنان والعالم… المتنبي ونزار قباني في تاريخ الشعر العربي….الخ.
وبالتالي، كيف نفسر علميا وحياتيا، لماذا يتعلق القراء وحتى الناس العادين في كل من اجناس الابداع والمبدعين الأتين:-
- شاعر خِصب الخيال بليغ والتعابير والتشابيه دون غيره الحكائيين؟.
-قاص او روائي وثق حكايا اوجاع وتوق أهله و بلده الى الحرية والفرح واشهرهما في العالم بحرفية ولغة انسانية جاذبة المعاني والآفاق.؟ - مطرب عاطفي وطني كرائد متميز في فنه رغم كثرة المقلدين له من بعده..؟.
- مصمم/نحات لتمثال ما هو الاميز والاكثر قرباً لنبض المتأملين والأشد تاثيرا فيه وسط ساحة عامة كتمثال الحرية، او نُصب الشهداء وسمفونية عالمية في هذا البلد او المجتمع هنا او هناك على مسرح هذه البسيطة الغناء بالمعاني والدلالات؟.
- إقبال لافت من قِبل الذواقيين والميسورين عبر حرصهم على دفع ثمن مالي مرتفع للوحة فنية مميزة كي يضعونها -زينة واعتزازا منهم غالبا- في صدر احد صالوناتهم او إحدى غرف قصورهم ..؟.
انها نوع من طرائق الوفاء والتكريم لمضامين ومعاني الابداع ولصناع هوية المبدعين وضرورة الاحتفاء بهم دوما لتعزيز وهجهم في حياتنا ، كيف لا ؟ وهم الاكثر احتراقاً ووهجاً في :-
ارواحهم وابجدياتهم،
وريش رسمهم وفي نوتات موسيقاهم الآسرة لحواسنا كمستمعين إذ يُعبرون عن اوجاعنا وتطلعاتنا نحن الناس الذواقين للابداع في حقول التراث والادآب كعاديين من الناس. انهم
هؤلاء المميزون بقدرتهم التأثيرية الطوعية القوية في جموعنا كمواطنين اردنيين،عربا مسلمين وانسانيين معا لذا فهم باجتهادي هم خميرة الحياة فعلا..وعليه هم الاحرى بالتكريم وهم احياء بالتاكيد.
اخيرا…
اقول وبثقة المشارك بفرح كعضو في اللجنة العليا لتكريم المبدعين من محافظة الكرك، بأن نعناع المعاني والآفاق في كل ما سبق ذكره كان حاضرا في المضامين التاريخية والإبداعية والتكريمية الملوّنة في اذهان ووجدان هذه اللجنة التطوعية والنوعية خلقا ،ثقافة وقامات ابداع معروفون بوضوح حضورهم في المشهد الوطني للثقافة، حاضرة عند انتقاء المكرمين من المبدعين/ات لانهم منحازون كل في حقل ابداعه الوشائج الغنية المستدامة بتأييدهم لمواقف الشهداء في عليين الذين دافعوا عن حريات الاردن وفلسطين معا، وفي ايمانهم وتكافلهم التاريخي الداعم كمبدعين للنبض الواعي للمصير المشترك بين بطيني الكرك والقدس في قلب الوطن العربي الواحد وعلى امتداد الانسانية النبيلة بكل اللغات والحضارات..
شكرا لكل من ساهم في انجاح هذا التكريم..والمجد دوما لقيم الحياة الباسقة انسانية وابداع.
*قسم علم الاجتماع-جامعة مؤتة.