نُذر الحرب القادمة في منطقة الخليج

نُذر الحرب القادمة في منطقة الخليج
موسى العدوان

بتاريخ 29 / 8 / 2020 كتبت مقالا تحت عنوان ” هل ستصبح منطقة الخليج العربي ساحة لحرب قادمة ؟ “، ونشرته على صفحتي وعلى موقع سواليف. وأعتقد أن البعض قد استغرب واستبعد وقوع ذلك الحدث في المستقبل.

ويوم الأحد بتاريخ 6 / 9 / 2020، نشر موقع رأي اليوم / لندن مقالا لرئيس تحريره الصحفي عبد الباري عطوان، يتطابق مع ما ذهبت إليه في مقالي السابق. ولفائدة القراء الكرام سأقتبس تاليا بعضا من فقراته :

* عنوان المقال : بومبيو يكشف عن تحالف إسرائيلي إماراتي عسكري وأمني ضد إيران وليس اتفاق سلام.

مقالات ذات صلة

* لم يفاجئنا مايك بمبيو وزير الخارجية الأمريكي عندما قال اليوم الأحد في حديثه لمحطة ( فوكس نيوز )، أن الإمارات وإسرائيل اتفقتا على بناء تحالف أمني وعسكري ضد إيران، لحماية المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط، عبر معاهدة (أبراهام ) التي تنصّ على التطبيع الكامل.

* الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي جاء قفزة للأمام وكسر لكل المحظورات، وتحت ستار جديد ” السلام مقابل الحماية “، والتركيز بشك أكبر على الجوانب الأمنية والعسكرية، والسماح بوجود إسرائيلي في قواعد ومراكز أمنية، على أرض الإمارات.

* الوجود العسكري الأمني الإسرائيلي، أصبح بمقتضى الاتفاق الجديد والاتفاقات الأخرى القادمة، على بعد مئات الكيلومترات من البنى التحتية النفطية والعسكرية الإيرانية، على الساحل الشرقي من الخليج، وبالقرب من الحدود السعودية والقطرية والعُمانية واليمنية.

* هذا الاتفاق وحسب أقوال بومبيو، سيحوّل الصراع في منطقة الشرق الأوسط، من صراع عربي إسرائيلي إلى صراع عربي إيراني، وربما عربي تركي لاحقا. والصفقات التجارية والمالية، ما زالت مهمة لدولة الاحتلال، ولكنها تحتل مكانة متدنية على سلّم أولوياتها، لأن الاعتبارات الأمنية والعسكرية تتقدم عليها، بالنظر إلى التهديد الوجودي الإيراني، حسب التقديرات الأمريكية والإسرائيلية معا.

* السيطرة على المعابر البحرية باتت على قمة الطموحات الأمنية الإسرائيلية أيضا، وهذا الاتفاق يجعل القوات الإسرائيلية على بعد بضعة كيلومترات من مضيق هرمز، وبحر عُمان. فإذا صدقت التقارير الإخبارية التي تؤكد رغبة إسرائيلية في إقامة قواعد عسكرية في عدن بالتنسيق مع الحليف الإماراتي الجديد، فإن هذا يعني سيطرتها على مضيق باب المندب المتحكم بالملاحة في البحر الأحمر وقناة السويس وخليج العقبة.

* فتح أجواء السعودية والبحرين لمرور الطائرات الإسرائيلية والحربية إلى دولة الإمارات، وربما لاحقا لقصف المفاعلات النووية والبنى التحتية الإيرانية.

* الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي ظاهره السلام وباطنه الحرب، وإلاّ لماذا تؤيد شراء طائرات الشبح الأمريكية ( إف 35 ) بموافقة أمريكية واعتراض إسرائيلي بطريقة مسرحية. لابد أن هذه الطائرات لن تستخدم ضدها، والأرجح أن تستخدم ضد إيران ومحور مقاومتها.

* * *

التعليق :

1. في مقالي المشار إليه بأعلاه، بينت بعض الأسباب، التي اعتقدت أنها ستكون شرارة الصدام العسكري، بين إيران وإسرائيل على أرض الخليج، وعلى رأسها التضارب بين مشروعيهما التوسعيين، المشروع الفارسي، والمشروع الصهيوني.

2. من الواضح أن إسرائيل وبدعم أمريكي، قد حققت باتفاق السلام المزعوم ( ابراهام )، اختراقا خطيرا في آخر جدار عربي، سيمكنها من الهيمنة على منطقة الشرق الأوسط، عسكريا واقتصاديا وسياسيا، وسيحقق لها طموحاتها الواسعة في المدى البعيد، على حساب الأمة العربية.

التاريخ : 7 / 9 / 2020

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى