نووي
الدول التي تمتلك تراسانة من الاسلحة التقليدية تعمد من فترة لاخرى لتجديد ترساتتها والتخلص من الزوائد الاسلحة التي لم تعد ذات فائدة في حروبها المفترضة فتتخـلص منها ببيعها للدول والفئات المتقاتلة في اسيا وافريقيا، ومع وصول ترامب للحكم في امريكا والانسجام مع بوتين روسيا اخذ المحللين يتحدثون في قضيتين اساسيتين هما تقسيم العالم واستخدام فعلي للاسلحة النووية.
تذكر المصادر الاخبارية انه منذ العام 1945م وحتى اليوم زاد عدد الدول الممتلكة للسلاح النووية بشكل كبير، وان استخدام هذه الاسلحة بات وشيكا في ظل غياب انسانية الانسان، ووصول حكام متطرفين جاءوا انعكاسا لرغبات الناخبين في الغرب وامريكا، ورغبة روسيا بالمنافسة والسيطرة على العالم بعد تحولها للرأسمالية.
ولما كانت اسيا وافريقيا هما القارتان الاغنى على الارض فمن الطبيعي ان تتوجه انظار القوى العظمى باتجاههما، وان تكون اي حرب نووية قادمة على ارض هاتين القارتين، خصوصا اذا ادركنا رخص الانسان فيهما وهوانه عند حكامهم قبل اعدائهم، وفي نظرة سريعة للتاريخ ستجد ان عداء الغرب للشرق في ازدياد برغم كل ادعاءات امريكا واوروبا لتبنيهم مشاريع حقوق الانسان، فهم لا يمانعون ان تُباد مدن كاملة كحلب من اجل اهدافهم ورفاهية الانسان عندهم .
ان لعبة توزيع واقتسام المصالح باتت واضحة كعين الشمس، وكل كلام حول سايكس بيكو جديد هو صحيح والدول القادرة على حماية نفسها من الدمار يجب ان تنصاع بشكل كامل لارادة اسرائيل، وكل محاولات المفكرين لتقديم تحليلات قادرة على استيعاب ما يجري في العالم ستكون محاولات عقيمة مالم يدركوا ان الاديان والقوميات والمذاهب ما هي الا اداة من ادوات التفتيت وزرع الفتنة على الارض، وإلا ما معنى هذا الموت المستشري بين المسلمين، والا ما معنى ان تقوم الدنيا من اجل اعتقال زوج الراقصة المصرية دينا في حين لا يتحرك للعالم جفن لمشاهد الموت في سوريا وليبيا والعراق واليمن .
ولما كان شر البلية ما يضحك فقد انتشرت بمصر بفترة من الفترات كلمة (نووي) للتعبير باختصار عن الانثى الصارخة الجمال والفتنة، وتسللت الكلمة لبقية البلدان حيث اكتفينا بالكلمة دون فعل …!
فيما يتعلق بالعالم العربي وقياداته فانهم خارج كل الحسابات، سوى انصياعهم لتجيير الجيوش لمصالح امريكا، والعمل على حماية انفسهم من غضبات الفقراء وجعل الاعلام وسيلة تحريك للفتن بعيدا عن التنوير، ولعل قادم الايام ستحمل لمصر والسعودية وتركيا مزيدا من المآسي، وستدفع الشعوب وعلى رأسها المفكرين والنورانيين ثمنا قاسيا حيث التهميش والاستهتار بكل محاولات التحذير من مخاطر استخدام السلاح النووي خصوصا في ظل عجز الحكام عن نزع اي حقوق لشعوب المنطقة من اسرائيل وايران، وستكون الانتخابات الايرانية القادمة نقطة فاصلة بفضح التحالف الحقيقي مع اسرائيل، حيث الاقرار بشكل نهائي بأن الجولان جزء من ارض اسرائيل.
ان الحديث بشأن هموم الشرق يطول حيث الهند والصين واليابان وايران وتركيا وكوريا بكفة ويقابلهم مصر والسعودية (الخليج العربي) والمغرب العربي وبقية دول الكرتون بكفة، في حين ان اسرائيل ستكون سيدة الموقف فهي الاقوى نوويا، والابن المدلل للعالم، والحديث يطول، فيا ربي سلم .