تجارة “داعش” بالأسلحة مع الجميع وبالنفط مع “المافيات” مكّنته من فائض ماليّ ضخم .. وحربه مع جبهة النصرة خلفت 4000 قتيل

سواليف

لا يوجد الآن أي شخص يستطيع التوسط أو التدخل للصلح بين تنظيم «الدولة الإسلامية» و»جبهة النصرة»، رغم الأيديولوجية والمنهج الواحد، وهو المنهج الجهادي، الذي يقاتلان من أجله في سوريا والعراق.

مصدر»أردني» مقرب من الجماعتين المتناحرتين في سوريا أبلغ «القدس العربي» أن تنظيم «الدولة» يتهم «جبهة النصرة» بأنها تتعامل مع المسلحين العلمانيين، ولذلك يكفرها ويعتبر جميع المقاتلين فيها من المرتدين ما يتوجب قتلهم، فيما تتهم «جبهة النصرة» أعضاء تنظيم «الدولة» بأنهم من الخوارجـ وأن «دولة الخلافة» التي تم الإعلان عنها غير شرعية.

تلك الاتهامات التي تتخذ طابعاً شرعياً منعت شخصيات من التيار السلفي الجهادي الأردني طوال الوقت من إجراء «مصالحة» في الميدان بين الجانبين.
وعن العلاقة السلبية التي تزداد توتراً يوماً بعد يوم بين التنظيم و»الجبهة»، كشف المصدر لـ»القدس العربي» أن حصيلة الاقتتال الداخلي في سوريا بين الطرفين وصلت إلى أربعة آلاف مقاتل، مبيناً أن أغلب الاقتتال بينهما كان يدور في مدينة دير الزور، فيما صنف المسؤول الشرعي السابق لـ»جبهة النصرة» والرجل الثاني فيها «أبو مارية القحطاني» بأنه الرجل المتخصص في قتل أعضاء جماعة «الدولة».

وحول ما يتعرض له تنظيم «الدولة» من هجوم جوي من قبل التحالف الدولي والغارات الروسية بالتعاون مع النظام السوري، أكد المصدر أن التنظيم لا يتأثر بشكل كبير بهذه الهجمات، مبيناً أنه لا يزال قويّا وأن الأيام المقبلة «حبلى» بالتطورات الجديدة التي ستحدث في المنطقة.

كما يعتمد التنظيم في هذه المرحلة التي يواجه فيها ضغوطات كبيرة وهجوماً دولياً ضده، على سياسة المحافظة على ما تبقى لديه من المناطق والأراضي التي يسيطر عليها، ولكن هذا الهدوء لن يدوم طويلاً، حسب ما قاله المصدر المقرب منهم، فالآتي سيكون أعظم.

واعتبر أن التنظيم يستمد قوته من الأموال الطائلة التي بحوزته وهو بذلك يستطيع شراء أو فعل أي شيء يريده، معتمداً على آبار النفط التي يسيطر عليها في سوريا والعراق، بالإضافة إلى تجارة السلاح.

وعن استفادة التنظيم من آبار النفط التي بحوزته، أشار المصدر وفي معلومات تنشر لأول مرة إلى أنه يتم تصدير النفط يومياً إلى تركيا والعراق وداخل سوريا عن طريق «مافيات» مختصة بذلك، كما يعتمد التنظيم على تجارة السلاح «بيعا وشراء» من جميع الحدود المحيطة به بدون استثناء من سوريا والعراق، وما دام المال موجوداً فكل شيء موجود.

(القدس العربي_طارق الفايد)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى