نهيق…زفير

نهيق…زفير / يوسف غيشان

يقول الخبر إن رجلا في منطقة الجنوب نسي حماره مربوطا بلا أكل ولا شرب لثلاثة أيام، ولما تذكره جاء إليه وأطلقه إلى مكان الماء، فما كان من الحمار إلا ان يتوجه-بدل الماء-إلى جسد صاحبه ويوسعه ركلا وصهدا وفنعا وعضا ورفسا بالمجوز والمفرد، وبصعوبة استطاع الجيران تخليص صاحب الحمار من بين حوافره وأنيابه.
قد تكون المرة الأولى التي سمعنا أو قرأنا عن حمار مقاتل …كنا نسمع عن حقد الجمل وصبره، وكيف انه يتحين الفرصة للانتقام ممن يسيء إليه.لكننا على ما يبدو، نمر في زمن جعل حتى الحمير تقاتل ضد من يرفع دوز الظلم والقهر والغش والخديعة بشكل لا يستطيع احتماله أي كائن حي.
هذا الحمار الجميل الذي هندس طرق البلاد الوعرة، هذا الحمار الذي حمل الأثقال ونتع الاحمال وهو جائع وعطش ويضرب بالخيزرانات لم يستطع الصبر.
قبل حوالي ربع قرن كتبت قصة قصيرة عن قطة وادعة كان الأطفال يضربونها ولا تدافع عن نفسها، لكنها لما أنجبت أطفالا …حاول الأولاد ان يأخذوا أطفالها فهاجمتهم بضراوة. لأنها وجدت ما تقاتل من اجله.
تري بت تت تو!!

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى