شاطئ عمان السياحي .. حالٌ لا يسر / صور

سواليف – كرم شتيات

تقول أمانة عمان في موقعها عن شاطئ عمان السياحي أنه أُنشئَ “بهدف دعم السياحة الداخلية،
وتحقيقا للتنمية الاجتماعية والسياحية والاقتصادية الشاملة بالشراكة مع القطاع الخاص، ولإيجاد فرص عمل للشباب الأردني”.
في صباح يوم امس السبت توجهتُ إلى شاطئ عمان السياحي بهدف الاستمتاع بمنظر البحر وترويح النفس وإسعادها بأنفاس البحر، إلا أنني لم أجنِ من رحلتي هذه إلا حزنا على وطني.

يستقبلك الموظف على الباب بملابس لم ترَ وجه الغسالة منذ شهر، ملابس متسخة لا تليق أن تكون وجها لشاطئ سياحي، يطلب منك التذاكر فتسأل من أين تقطعها، فيشير إلى الكشك المهترئ خلفك، تذهب هناك ولا تجد الموظف، تنتظر بضع ثوان حتى يأتي الموظف وزميله فيتبادلان أطراف الحديث وكأنك خيال أمامهم، تقطع التذكرة بعد أن انتهى “الباشوات” من حديثهم، وتدخل ..

من البداية
الدرج متسخ ومعيبٌ أن يمشي عليه الناس، ونافورة لا تعمل تراكم عليها غبار الزمن، وكراسٍ ملقاة في كل الجوانب، منها ما هو خليع اليد والرجل، ومنه الملقى على الأرض، بلا أي ترتيب ولا أي نظام، وبعض الكراسي مصففةٌ فوق بعضها، يأخذها “السائح” ويبدأ في تنظيفها حتى يستطيع الجلوس عليها.
طلبت كاسة القهوة والتي كانت ب75 قرش، أي تفوق 50٪ عن سعرها العادي في الشوارع، يقدمها بكاسة ورق وطعمها يشبه كل شيء إلا القهوة، تفاجأت وأنا أنتظر غلي القهوة قيام العامل بصف “الأراجيل” فوق بعضها البعض ويرميها بداخل خزانة قذرة، إن أيَّ مقهى بسيط سيكون أكثر اعتناء وحرصا على الزبون ..

مقالات ذات صلة

قمامة
مشيت على الرمال المتناثرة على مدخل البحر فكان العجب!
أكياس قمامة ملقاة في كل مكان، لا تكاد تجد مترين إلا وبينهما كيس زبالة أو قطعة فاكهة مرماة، حاويات النفايات ممتلئةً عن آخرها ولا يوجد من يفسح المجال لغيرها، منظر معيب ومخجل، كيف تسمح أمانة عمان بهذا الإهمال، كيف تسمح أن تتضرر صورة الوطن وصورة الشعب، فمن شعب مثقف متعلم محترم، سينقل سائح عنا بأنا شعب همجي لا يعرف أبجديات النظافة، والخطأ ليس على المواطن وإنما على أمانة عمان ووزارة السياحة.

الشاطئ
شاطئ مليخ بالأوساخ لا تستطيع المشي فيه، أرجل الطاولات تزين مدخل البحر، وعلب الماء والعصير ملقاة على طوله، والبزر في كل مكان، وذباب يحلق في كل مكان كأنك في مكب نفايات ولست أمام بحر، حتى أنني وجدة هناك “عصا قشاطة”، لا أدري ماذا تفعل هناك، ربما تريد أمانة عمان شطف البحر ..

دورات المياه
تستقبلك الروائح الكريهة، مكان لا تستطيع حتى الفئران دخوله، قذارة ورائحة وفيضان ماء هناك، في ردها على مقال الكاتب في جريدة الدستور حلمي الأسمر قبل أربعة أعوام قالت أمانة عمان: “نؤكد أن الموقع مغطى بعدد كاف من عمال النظافة الذين يقومون بواجبهم على الوجه الأكمل ، ولكن نتيجة للضغط الذي يتعرض له الموقع في نهاية كل أسبوع حيث يبلغ عدد الزوار نحو 3000 الآف زائر ، وعمل الشاطئ على مدار الساعة وفي عطلة نهاية الاسبوع مع قضاء بعض زوار الشاطئ الليل هناك وحضور البعض في ساعات متاخرة ولا يتم منعهم تعاونا من إدارة الشاطئ ، مما يتسبب في حدوث خلل بالسيطرة على عملية النظافة وعلى المرافق الصحية ”
أي عدد كاف وأي وجه أكمل يا أمانة عمان!! دورات المياه العامة في مجمعات الباصات أنظف من دورات مياه على شاطئ يجلب السياح وينمي اقتصاد البلد، كنت هناك في الصباح الباكر، ألا يوجد عامل واحد ينظف الحمامات في الليل أو في الصباح قبل مجيء الناس!

تقول وزارة السياحة والآثار أنه “يجب علي المملكة أن تبدأ في الاستفادة من مواردها السياحية عبر خلق قطاع إنتاجي تمتد منافعه على فصول السنة كافة، ويساهم في تنمية جميع المحافظات الأردنية”، وفي البلاد المتقدمة يعتبر البحر مغنما اقتصاديا مهما، فتعمل البلاد على تطوير شواطئها لجلب السياح والاستثمار وتحريك عجلة الاقتصاد، إلا أن وزارة السياحة والآثار عظيمة في الأقوال، وخالية اليدين في الأفعال، فمنذ سنين ونحن نسمع عن العمل على زيادة مساهمة الدخل السياحي في الناتج المحلي، وزيادة عدد السياح واستقطاب الاستثمار وغير ذلك من الكلام المعسول الذي لم نرَ منه شيئا ..
بلادنا غنية ببحريها ونهرها وجبالها وسهولها وخضورها، إلا أنها أماكن غير مستغلة، فمناطق مثل البحر الميت والعقبة والبتراء ووادي رم وعجلون واربد وغيرها، يجب أن تُطور وتُعَمّر لجلب السياح من كل بقاع العالم، فهذه المناطق فريدة من نوعها، وإذا قل العرض زاد الطلب، لكن الإهمال في هذه الأماكن وعدم العمل على توفير أساسيات راحة السائح كدورات المياه مثلا تجعل السائح والمواطن يحجب عن زيارة هذه الأماكن مرة أخرى، وينقل صورة بشعة عن وطننا الحبيب وشعبنا العظيم وتعامل موظفي السياحة معه فيمنع الغير من نشر جمال بلادنا وعراقة وطننا لغيره..


karamshtayat88@gmail.com
0780516503

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى