#نهاد_الموسى #عاشق #العربية ومعشوقها
أ.د.خليل الرفوع
لولا مفارقةُ الأحبابِ ما وجدتْ
لها المنايا إلى أرواحنا سُبُلا
أما وقد رحل أستاذنا العالم الوقور نهاد الموسى إلى دار الحق فإن العربية تتلفع حزنها في وَسَق الزمن وضحاه ، كان لسانا كله ، ممتشقا ديوان البلاغة وسيفها وصليلها وأصيلانها ، كان ابنها الذي لم يعق- في حضرتها – إرثها وموروثها بل تنفسته طَلًّا رَذاذا، وعسعسته وابلا رِهاما وهو يسابق نفحها رخاء حيث أصابت أو أصاب ،وفي كلٍ كان الطود والنجم والخُلقَ الأبيض ، فكان أهونَ ما يمرُّ به الوحولُ.
نهاد الموسى عاشق العربية ومعشوقها فقد شرّقَ فيها وغرّب فكان نهادها فصاحة ونباهة.
ذُكِرَ الأنامُ لنا فكانَ قصيدةً
كنتَ البديعَ الفردَ منْ أبياتها
رحل الأستاذ الدكتور نهاد الموسى أستاذ اللغة في الجامعة الأردنية وقد كان رحيله رزءا لكل من عرفه وتتلمذ على لسانه، ولكل من أراد العربية بيانا وجمالا ، لم يتصنعها تكلُّفا بل أُرْضِعَ بلَبانها وشعرها وفنها وفنونها ، ولا يلقى طلابه إلا باسم الوجه متهلل المحيا ، كأنكَ تعطيه الذي أنت سائلُه.
في الجامعة الأردنية أم الجامعات كان نخبة من أساتذتنا العلماء يعلمون الحِلْم والعلم والحِجى وعشق الوطن والأمة، وكانوا كذلك بعد أن تزاملنا في ذات الطريق، ولعل أبا إياد أحد الذين غرسوا في نواشرِ الأفئدة خضرةَ البيان وربيع الخُلُق ووسم العربية ووشمها .
وإنك أيهذا النهادُ لباقٍ في ضادها وصبحها وربعها شريكَ العطايا الباقيات الصالحات ، ولمقامك في القلب صرح ممرد من الشوق والحب فيه أفتش عن هذا الكلام ويُنهَب ، فلديكَ تجلت الألفاظ متأنقاتٍ عطرا باسماتٍ ثغرا مورياتٍ قدحا.
رحمك الله وطيب ذكرك في عليين.
والعزاء للعربية ولأهلك ومحبيك.
أ.د.خليل الرفوع
الجامعة القاسمية