نقابتهم لا نقابتنا / خالد السلمان

نقابتهم لا نقابتنا
خالد السلمان

كنت جالس مع اصدقاء المدرسة الذين تفرقوا في كافة مجالات الحياة بعد الدراسة الابتدائية والثانوية وأختار كل شخص منهم مجالا معين ليمضي حياته به وبدأنا بالكلام عن النقابات في الأردن فقال لي الأول بكل فخر أنه ينمتي إلى نقابة الأطباء البيطريين التي وقفت إلى جانبه منذ تخرجه ووفرت له العمل والتدريب الكافي ودافعت عنه عندما حاول أحد أصحاب العمل الخاص أن يستغله وضمته إلى اعضائها وقال لي الثاني أنه ينمتي إلى نقابة المهندسين التى مدته بالعلم التكميلي والتطبيقي بعد التخرج وضمته إلى أعضائها وقال لي الأخير أنه ينتمي إلى نقابة المعلمين التي إذا طالبت بحق من حقوقها ومطالبها تزلزلت الأرض من تحت أقدام الحكومة ووافقت على مطالبهم مع العلم ان نقابة المعلمين التي انشئت بالضغط على الحكومة بعد سنوات كثير من المطالبه قد نالت حقها وأصبحت قوة نقابية لها ثقل في الأردن وتحمي أعضائها وتقف إلى جانبهم .

وعندما أتى دوري للتكلم عن نقابتي نقابة الصحفيين التي تعد من أقدم النقابات وأعرقها فتاريخ تأسيسها منذ 1953 يعد تاريخ مفصلي فكان استقلال الأردن لم يمضي عليه الا سنوات قليله وكان الملك حسين رحمة الله عليه في بداية توليه الحكم و الدستور الأردني كان له سنة واحده قد كتب والذي كان من أفضل الدساتير في العالم لما تمتع به مواد ديمقراطية نباهي به العالم فهذا أن دل على شيء فهوه يدل على قوة هذه النقابة ومدى اهتمام القيادة الهاشمية بها .

وقتها قلت لأصدقائي أن نقابتي ترفضني ولا تعترف بي لا عضوا ولا صحفيا بحجة أنني لم أحقق الشروط المعقده التي وضعتها وأن نقابتي تضع في اهدافها النبيلة تمكين الصحفين من اداء رسالتهم الصحفية والعمل على ضمان الحرية اللازمة للقيام بها وفقا لأحكام القانون وفي إطار المسؤولية الأدبية والوطنية والقومية، ولم تضع في اهدافها مساعدة خريجو كليات الإعلام ومد يد العون لهم وأن نقابتي أغلقت الباب بوجهي وجعلتني أواجه مصيري لوحدي وفتحت المجال لأصحاب المؤسسات الإعلامية لتستغلني برواتب زهيده وفصل تعسفي وقتما شائت وهذا إن وجدت عملا اصلا وأن نقيبي قال وهو يحدث طلاب وطالبات الإعلام في جامعة اليرموك انا لم أجبرك أن تدرس الإعلام .

مقالات ذات صلة

ما يحدث الأن هو الظلم بحد ذاته فتجد من أمضى حياته في الإعلام لا يتم قبوله في النقابة وتجد الأكاديمي الاعلامي الذي يدرسك الإعلام وتشريعاته ومبادئه لا يتم قبوله في النقابة وتجد من لا علاقة له بالإعلام من قريب أو من بعيد يتم قبوله في النقابة فأنا كشخص درس الإعلام وأحبه من قلبه وتعلم في الجامعة أصول الإعلام وتشريعاته وفنونه ولا أجيد غير العمل في الإعلام يتم رفضي من الانتساب للنقابة.

وتجد من درس غير الإعلام وتعلم غير الإعلام وأحب غير الإعلام يتم قبوله انا لا استطيع ان اعمل محامي او طبيب او معلم … ولا استطيع ان اعمل عملهم او انظم لنقابتهم ولكن هم يستطعون ان ينظموا لنقابتي ويعملوا عملي.
ما يحدث الأن من تكاتف الجهود وتوحيد الأقلام الحرة بين جميع الاعلاميين والأكاديميين في الأردن حتى أصبح وسم من حقي انتسب هو الاول في الأردن بعد مضي ساعات من إصداره وبعد تحول قضية الانتساب إلى قضية كبيرة تحدثت عنها كبرى المؤسسات الإعلامية العربية فحق الانتساب للنقابة والحصول على حقوقنا منها كأعلاميين أردنيين أخذوا على عاتقهم نقل كلمة الحقهو حق مكتسب وليس عطاء يمنح هنا نقف وقفت إحترام لجميع الأشخاص الذين قالوا كلمة الحق والى جميع الأشخاص الذين يحضرون انفسهم للوقوف وقفة احتجاجية أمام مقر النقابة في عمان يوم الخميس الموافق اليوم العالمي لحرية الصحافة .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى