نفق المشاة / يوسف غيشان

نفق المشاة

قصة قصيرة رائعة للكاتب التركي مظفر أزغو بعنوان “نفق المشاة” تتحدث القصة عن احتفالات رسمية عمت قرية نائية، احتفالا بوصول وفد أجنبي للقرية قادم من دولة صديقة.
الوفد الأجنبي جاء يحمل البشارة للقرية بأن الدولة الصديقة قررت أن تبني نفقا للمشاة في الثرية على حسابها ، هدية منهم لأبناء القرية .
بالمناسبة، لم يفهم أبناء القرية معنى كلمة نفق مشاة ، فهم يقطنون في قرية فسيحة ليس بها ولا اي شارع رئيسى، وعلى الأغلب لا يوجد سيارات الا سيارات الحكومة التي قد تصل القرية في حالات نادرة .
ابناء القرية استمروا في الإحتفاء بالوفد ، وتم نشر اعلام دولتهم والدولة الصديقة ، ولوح بها الأطفال ، من فوق السطوح الطينية ، وربما علقها البعض على رؤوس الدواب تزيينا للدواب واحتفاء بالأصدقاء الجدد.
بعد ايام وصلت الأليات، وشرعت في الحفر وسط القرية، ورويدا رويدا بدأ يظهر للعيان نفق للمشاة كامل الأوصاف ، وحسب المواصفات والمقاييس الدولية . بالطبع فإن الآليات والعاملين عليها والإداريين، جميعهم من القرية الصديقة.
استمر اهالي القرية في لعب ال “داما” على ابواب الدكاكين وهم يراقبون ولادة ما يسمى بنفق المشاة. لم يكونوا مستائين في الواقع ، فقد وجدوا ما يراقبونه في هذا المكان المتشابه المتوحد.
بعد ايام جاءت وفود العاصمة، والتقت مع وفود الدولة الصديقة ، وقاموا بإفتتاح نفق المشاة في حفل بهيج ، رفرفت الأعلام ووزعت فيه الشوكولاتة والشربات على جميع الحضور ، فرح الأطفال ، في الدخول والخروج من النفق ، و”لعب الإستغماية “.
بالمناسبة، فقد تصرفت بالقصة على طريقتي ،مع الإلتزام بجوهر الفكرة تماما. الآن وبعد رفع العتب ، جاء دور الشغب . فقد فاقت القرية من النوم صباح اليوم التالي ، وشرع الناس يتساءلون، كيف يمكنهم استغلال النفق. فهم لا يملكون سيارات ، والمنطقة واسعة ، وليس هناك اي زحام، حتى لو مرّت آليات ، او حتى لو نشبت حرب برية.
خلال عملية التداول بين ابناء القرية في ما سوف يعملون بالنفق ، احتاج احد الختيارية الى التبول ، وبشكل عفوي ، دخل الى النفق وخرج مرتاحا. هنا انفض الإجتماع وعرف الجميع الطريقة التي سوف يستخدمون فيها النفق ، خلال ايام كانت رائحة النفق تزكم الأنوف
بعد فترة جاءت الوفود من العاصمة ، مع وفود من الدولة الصديقة للأحتفال بذكرى مرور عام على انجاز نفق المشاة . بالطبع تعرفون نهاية القصة…..فقط انتهت.
لا اشعر بالحاجة الى تحديد أفق هذه القصة بمكان أو زمان أو حدث او اسلوب ، بل اترك النص مفتوحا للقارئ العزيز، ومشرعا على فضاء قرية نائية ، كما هي معظم قرى العالم العربي.
ghishan@gmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى