نفقات استئصال
يوسف غيشان
هل تصدق بأن #الهولنديين الذين يدللون أبقارهم كانوا من أشرس المستعمرين قبل 300 عام ونيف؟ ومن أجل التحكم بتجارة القرنفل قاموا بأكبر عمليات الإبادة الجماعية لأشجار #القرنفل، ودفعت #هولندا لحكام بعض #الجزر #الأسيوية التي لا تملكها أموالا من أجل تدمير أشجارهم من القرنفل …. طبعا فإن حرق شجرة يتم خلال دقائق أما إعادة استنبات أشجار جديدة، فأنت تحتاج الى سنوات.
وقد تم تسجيل الدفعات المالية التي قدمت للذين قاموا بقتل أشجارهم، تحت بند (نفقات الاستئصال). وقد أذهلني هذا المسمى، وشعرت بأن الهولنديين الذين فقدوا سيطرتهم سريعا لم يبق من ذكراهم سوى بند نفقات الاستئصال، الذي تناسل داخل الإدارة الإنجليزية التي حلت محلهم، ومنها انتقل هذا البند الى الأميركان وجميع دول العالم الكبرى، لدرجة أنه -اقصد الاستئصال –صار سياسة هامة تلجأ لها الدول الكبرى لتكريس مصالحها، وهي سياسة يتم-على ما يبدو-تدريسها في مساقات التربية الوطنية للمستعمرين الجدد.
انتهى التأريخ، وبدأت الحقيقة المفجعة، وهي أننا هذه المنطقة العربية نتعرض الى عمليات استئصال مشروعة – حسب سياسات الدول المشاركة-لا بل أننا نقوم، نحن بأنفسنا، بإستئصال بعضنا لصالح الدول الكبرى، بعضنا مقابل أجر ومعظمنا نقوم بذلك بدون أجر لا بل ندفع من جيوبنا وأرواحنا من أجل استئصال أنفسنا.
- هناك من يدفع للبعص من اجل استئصال الجماعات الدينية المتطرفة، وهناك من يدفع من أجل زراعتها في أرجاء الوطن.
- هناك من يدفع من أجل اسيتئصال القوميين ، وهناك من يدفع من اجل استئصال اليساريين .
- هناك من يدفع من اجل دعم الأنظمة الحاكمة ، وهناك من يدفع من اجل استئصالها.
- هناك من يدفع من اجل استئصال الشيعة وهناك من يدفع من اجل استئصال السنة، وهناك من يدفع من أجل استئصال الأثنين معا، وهناك من يدفع من اجل استئصال المسيحيين ، ومنهم من يدفع لإستئصال البروتستنت ومنهم من يدفع لإستئصال الأورثوذوكس.
نحن استئصاليون بلا حدود…. بين أيطسنا
ما العمل؟
أنا لا أملك حلولا، إبحثوا أنتم عن الحلول …وإذا لم تجدوا هذه الحلول سريعا، فسوف يتصل من تبقى منا ببعضهم البعض عن طريق الصليب الأحمر.
ghishan@gmail.com