منيف مدرسة وعمر مدرسة أخرى / عمر عياصرة

منيف مدرسة وعمر مدرسة أخرى

كثير من النواب استخدموا تاريخ المناضل منيف الرزاز، والد رئيس الوزراء الحالي، كأداة لتذكيره والضغط عليه في ملفات متنوعة كالقضية الفلسطينية، والمسألة الاقتصادية.
الاستخدام كان عاطفيا، يحاول توظيف رمزية الوالد النضالية الاشتراكية، من اجل تقييد الابن، وحشره في الزاوية، بالتالي اخراج بعض من قيمة منيف لتظهر في اداء عمر.
لكن للأمانة، لم يدرك نوابنا ان الابن لا يشبه الوالد فكريا ومدرسة ومنطقا، فرئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز اقرب ما يكون الى الليبراليين الجدد، ولا اظنه يرغب او يحب منطق البعث السياسي او الاقتصادي.
ولعلنا لو قرأنا السيرة الذاتية لعمر الرزاز الابن، لوجدناه شغل سابقا موقع مدير عام للبنك الدولي في واشنطن وبيروت، ولا يخفى علينا جميعا ان منيف يرى في هذه المؤسسات أدوات استعمارية وأيدولوجية تهدف للمساس بسيادة دولنا.
نعم، يجمعهما، الابن والوالد، منيف وعمر، العاصم الاخلاقي كما الدم، ولكن هناك فوارق في الصلابة، وفوارق اضخم في الافكار والمنطلقات السياسية والايدولوجية.
لا اعرف كم كانت لكلمات النواب التي تم استحضار مواقف منيف الرزاز فيها، من اثر على مدركات عمر الرزاز الابن، وهنا لا اتحدث عن عاطفته التي ربما تأثرت وقتيا، وربما غرغرت العيون بالدموع.
لكن ما يجب ان نعلمه ان الرزاز ليس حالة عبثية، بل هو محمول من مدرسة ترغب وتطمح بإحداث التغيرات في المسألة الاجتماعية والاقتصادية وبنية الدولة وعصبيتها.
بحوثه الدولية عن دولة الانتاج لا تعني الاقتصاد الاجتماعي، بل من اهم تجلياتها انه يرغب بالمساس بعصبية الدولة، لكن من بابها الاقتصادي الذي ستلتحق به بعد ذلك القضية السياسية.
مرة اخرى، عمر ليس منيف، ومنيف لا يصلح اصلا لمقاربة حكم في الاردن، لكن الكلمات تنطلق من الحناجر احيانا على غير هدى، او انها تريد بعضا من منيف، فإذا بها تأتي بالكل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى