نظرية اللعب بالتعليم أم التعليم باللعب؟
قاسم الزعبي
أثناء مشواري الذي يمتد لعشرين عاما في سلك التربية والتعليم..كنت قد حضرت دورات كثيرة في التربية كرها وطوعا.. ذلك لأنني خريج كلية اداب وليس التربية.. وعليه فإن الحاجة لتلكم الدورات التربوية مهم لي كنظرية أو تطبيق للتعامل مع الطلبة والمناهج المتطورة…
ومن إحدى الدورات التي حضرتها هي (التعليم باللعب) وهي دورة تنص على توصيل المعلومة للطلبة عن طريق اللعب داخل الغرفة الصفية مثل الطابات الملونة أو الحركات الرياضية الخفيفة…
هذه المقدمة حول التعليم باللعب هي مدخل للحديث عن قيام وزير التربية والوزارة الموقرة بتلقين الشعب دورة جديدة هي (اللعب بالتعليم).. فإذا استعرضنا منجزات هذا الوزير سنجده بارعا جدا في اللعب في المنظومة التعليمية وكأنها ورثة خاصة به أو أنها كانت لمجرد الانتقام من المعلمين عامة ومن النقابة خاصة…
فلنتجاوز قضية اغلاق النقابة… والنقول التعسفية للمعلمين والمعلمات.. والتقاعدات المبكرة.. والاستيداعات… فهذه كلها معركة غير متكافئة بين المرؤوس والرئيس… ولا دخل للطلبة فيها إلا من بعيد..
أما القضية الخاصة بالطلبة والتي نريد التركيز عليها.. هي قضية التعطيل عند أي غيمة مارقة فوق الاردن.. عند الوصول لعدد ٢٠ مصاب بكورونا قبل سنة. وعند تحويل العملية برمتها إلى تعليم عن بعد غير مجد بملتي واعتقادي…
على مدار العشرين سنة الماضية مات زعماء عرب.. وحدثت ظروف معينة كتفجيرات عمان مثلا.. وجاءت منخفضات ثلجية قاسية.. عندها أمرت الوزارة بالعطلة وتعويض ذلك اليوم بأقرب فرصة… لكن.. لماذا يتم تعطيل ابن غور الحار أسوة بابن الشوبك البارد؟ وابن الزرقاء التي تشكو ندرة المطر أصلا أسوة بابن عجلون ؟ لماذا باتت الوزارة تلغي دور مدراء التربية وتصدر قراراتها بدكتاتورية مطلقة وبمركزية مجحفة؟ولماذا لا تستخدم أسلوب التعويض الذي كانت تتبعه الوزارة قبلاً؟
كل هذه الإجابات لم أجد لها جوابا إلا جوابا واحدا لا ثاني له…. وهو أن الوزارة طبقت نظرية (اللعب بالتعليم) بدلا من (التعليم باللعب) …
