نظرية التراكتور الأردنية / كامل النصيرات

نظرية التراكتور الأردنية

كلّما نظرتُ إلى وجه أبي تذكرتُ أيّام المزارع و الحصيدة..تذكرتُ التراكتور الأبيض (الجرار الزراعي) و التراكتور الأحمر..تذكرتُ حينما أركب على أحد جناحيه وهو (ينطّز) بي بصوته الأجش..تذكرتُ المحراث و (الترولة)..تذكرتُ أن ((الأرفل)) بدأ من هناك ؛ صبيّاً غارقاً في لذة الأحلام وسط جبال الحرمان..ومن هناك بدأت حكاية النظرية الأردنية التراكتورية..!
لمن لا يعرف التراكتور..أهم ميزة شكلية له أن عجليه الكبيرين في الخلف و العجلين الصغيرين في الأمام..من رأى منكم تراكتوراً عكس ذلك؟ أنا لم أرَ ولا أحسب الأمر يستقيم ..وأعتقد – بعد أن لفت الصديق عمر كلاب نظري لذلك- أن الأردن كذلك.
المشكلة أن التراكتور الأردني يعرف المشكلة ..يعرفها من زمان ومع ذلك لم يفكّر أن يتوقف عند الأمر ويعيد للكبار هيبتهم..للكفاءات مكانها..للذين يعرفون لم يعطهم وجهاً ..أمّا الذين لم يفطموا بعد ..وما زالوا يتعاملون مع الأمور وكأنها لعبة (غمّيضة أو استغماية أو طاق طاق طاقية) فأعطاهم.
لله درك يا أرفل ؛ قلت لي: من يتقدم صغيره على كبيره بشّره بتراكتور لا يحرث إلاّ الزرع ولا يحصد إلاّ الخيبة..!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى