نظرات أولية في #استشهاد( #السنوار )
د. #بسام_الهلول
ثمة ماتركه رحيله وخبر استشهاده من حيث الكيفية التي حقق فيها ( السنوار) وجوده على ارض غزة لتخليصها من عداء الروح ومن البربرية المتوحشة ومن حريق الإبادة ومن رماد العماء الكبير قصد انبثاق حياة داخلية جديدة وفعالية روحية جديدة كعربون لمستقبل كبير وبعيد للإنسان الثورة وللإنسان المقاوم ذلك ديدنه( ان الروح وحدها لاتموت) فخبر استشهاده فوق الارض اليباب والمنازل المدمرة على قيعانها شكل لكل المقاومين ذلك الصوت اليقظ والمتحيز للحق الانساني بل مهمته اشكالاً فلسفيا في زمن ( الاستخذاء السياسي العربي من الماء إلى الماء ) الأمر الذي جعلنا ان نصنفه ( السنوار المتجذر في الحشد يقتات من قوتهم وينير سبيلهم ويستنير بنظاله بحيث يكون من يوم وداعه مجالا تتم فيه تشخيص واقعه من خلال مرجعياته ( الموت ولا المذلة)، جعلت منها اطروا مرجعية حياتية وروحية ورمزية وفكرية تجسدت في مقاومته وممارسته الفعل الثوري فكان بحق مصلا مضادا لداء العمالة والاستخذاء العربي والفلسطيني ( الرام الله) ممثلا بشيعة عباس وعترته تجاوز بها الاجترار التاريخيّ هدف من خلاله تصحيح مايشكل وجودنا التاريخيّ نحن وهنا والآن من خلال قناعته واخوته المقاومين مبادرة إلى الفعل الحراكي الثوري الجماهيري بل كان منه ومن صحابته( القسام) فعلا تدخلياد تجاوز به ( خيبات رهط رام الله) ودشرها المحيطة بها من مراتع بني ( يعرب) من مكة إلى إسطنبول مرورا بعمان ودمشق ورام الله
اصبح معها الفعل السنواري قوة ثورية تحدد برنامج العمل الثوري تجاوز بفعله هذا مجتمع الصالونات وقاعات وردهات الجامعة العربية إلى مجتمع الجماهير والمناضلين الشرفاء ذي الترميزة في تمرينها على الحرية ورفض سطوة التلمود الذي ران على صدور محيطه العربي المكبل بقول نتن ياهو( اخرسوا جميعا) لقد كانت رصاصاته فوق لون المحيط الرمادي فكانت بمثابة بومة( المنيرفا) التي لاتبد أ الطيران إلا بعد ان يرخي الليل سدوله متجاوزة صورة قد شاخت متمثلة في حياة هذه الأنظمة العربية الاستبدادية التي وهنت فداهمها السنوار إلى ان اصبحت زمنا متدفقا يستجيب لكرامة الموقاوم التي تحرره من العجز والخور وتفتح امام امته امكانية ابداع بل أسهمت في إشاعة ابتهاج عمومي الأمر الذي نستطيع وصفه ( غدا هو كيف نحن) ؟ فالسنوار كان. بحق ( أرضنة محايثة ) تجاوز شخصه المفهومي زمنا ثقافيا عربيا راكدا شارته الحرية والكرامة فكان بحق ( قطيعة بين زمنين عربيين أشاع فينا ابتهاجا عموميا شارته متمثلة ( بالاقتدار) بل ارادة اقتدار تجاه تحررنا من من الخوف والكيان الذي لايقهر فهو بحق زمن بل حدث يدعونا لقراءته جعل من ( فًوات الاوان ) منفتحا على المستقبل بحيث غدا في استشهاده حاضرا ندركه وجعل من رحيله( منفتحا فلسفيا على الاحتمال والإمكان والافتراضي والخيالي ذلك ان ماوراء حروف اسمه( السنوار) تكمن أبعادا فلسفية وشخصية مفهومية وضعتنا في مقام المحايثة التاريخية واضحة غير مستترة شخصية اجتماعية دينامية علائقية لها سمات وجودية إنسانية من مثل شخصية( الواعر) عند ادريس كثير المغربي فهو بفعله المقاوم انما هو تمرين فيزيقي يخضع فيه لغة الثائر المعيش وكشخصية ( الوعر) عند بسام الهلول فكان ناجحا بحق اي السنوار كلمة اجتهدت من المجرد إلى الملموس فهو بنظري( جائز شعري منح الثورة معنى خالصا وكان كلاما اكثر قوة من خصمه قادنا إلى ارض جديدة غدا فيها وعده ووعيده للاسرائيلي سكنا لمفهوم جديد يطالب بشكل جديد عالما جديدا يسكنه الفلسطيني والعربي والمسلم وكان بحق عالما تجاوزنا به خيبات نهضتنا العربية وكان بحق ايقاعا في عالم سكوني مسكون بهاجس ثوري احتجاجي وحراك لا ينفصل عن إيقاعه الثالوثي بصيغه الاحتجاجية ذات الإيقاع الموسيقي المتوثب والحركي وعلى نشيد حر مسترسل وجسد رافض الاقامة في عالم الذل والهوان العربي المستخدية ادبارهم للاسرائيلي بل هو ( النايضة) رفض كل الأيدولوجيات المحافظة فكان بحق ( النايضة) في زمن الاستكانة انه ( الاحتجاج الرابي) تجاوز بلاغة الفلسفة والتنزيلات المتسمة بالاستخداء العربي فكان بحق منحى تجريبيا ونهجا في تجربة التحويل من العامية الفلسطينية. إلى لغة مرتبطة بمشكلات اكثر تعقيدا من من عاميتها في خطاب ( رام الله) المستخدي وشارته( محمود عباس) ولقد كان السنوار برحيله وخروجه على الجمع والجم من بني هوذا والسامرة مرتعا خصبا بمسماه( يحي ) اجتمع له من كنيته ( فأس) إبراهيم عليه السلام ( كبيرهم هذا).. هشم وجوه كل الأصنام من حوله فسآلناه فأشار( كبيرهم هذا)..الذي فعلها
لقد كان ( يحيا) وابراهيم. في آن لغة تواصلية تجاوز بها ( الدارج إلى لغة المفهوم… فكان بحق تنضيدا فكريا تجاوزنا به كل الهرطقات العربية المتسمة بالترحال والتيه ارتبطت سيرته بعوليص وموسى وطارق مقامه المحايث( المتوسط) والأطلسي ودجلة والفرات وخان يونس وجباليا لقد كان بحق رحمه الله بعدا انطولوجيا تعدى مقامه المتوسط والأطلسي… تجاوز كائننا الغفل الشارد لقد كان السنوار خارطة طريق تمكننا من ولوج ارض اخرى غير جغرافية الذل والمهانة ..كان استشهاده ممكنا تجاوز كل الاحتمالات الممكنة فيها الفقدان والعدم تجلت فيها يقظة امة وارادة شعب تسلل بنا إلى ارض ذات مهجر جديد وباستشهاد كان تخوما لارض جديد إلى ماوراء هذه الفانية دفع باب الفرن ودخل في جسر النار هؤلاء ومن مثله اخوته من القسام والجهاد وكتائب ابو علي مصطفى لم نعد معه مكابدة نظام قهري هكذا اختار مكابدة جبروت الة جهنمية لم تعد تطاق عند ربات الخجول ان يموت واقفا سيدا لنفسه لا راكعا ..وفي موته الإرادي اكتشفنا سمو خصاله وعرفنا أقصى درجات تحرره ان لم نقل انه انتصار لفن الحياة والمتعة بدل الفناء والألم رفض فيه قواعددتشبثنا الساذج بالحياة فثمة تماثل بين بل تشابه بين ( سقراط ) وشخصية( السنوار).. فلقد كان استشهاده شرط حياة وعيا منه بان الحياة ابخس من الحاجة …استشهاده كان اختبار امكانية الموت باعتبارها امكانية بعث حياة جديدة فكان موته بحق اعلان مستميت للثورة على كل السلط اينما كانت وحيثما حلت .. وهو تاسيس نوعي بوجوده …لقد ابدع السنوار كيفية جديدة للثائر في حراك تراجيدي يدشندفيه وصحبه محفلية( مازوشية) منع فيها الإسرائيلي من ان يمارس عليه فعل العقاب ليوم آخر يكون افضل بل ليؤسس نمطا جديدا من الحياة الكريمة عند كريم مقتدر ..ان استشهاده يقظة لرغبة في ابتكار صيغة وجودية او امكانية حياة
لقد كان رحيله تسلل إلى ارض التحم فيها الحدث مع التاريخ انه تسلل إلى ارض محترقة( غزة) جعلت من رحيله تجريبا ينفلت من قبضة التاريخ انها منه مطالبة لتشكيل افق جديد (. ابدع فيها اخوة النضال والدم للأرضنة الغزية ) تحت وطإة الالام المبرحة هو ورفاقه يبدعون ثورة جديدة بما هي انتشال إقليمي مطلق لمجرى جديد ينتشل فيها ارضا وقف عليها ورفاقه من قبضة الموت ويحررها وصحبه من وطإة الاستعباد والظلم وبهذا استعاد السنوار ورفاقه خلق امكانية جديدة لإعادة( الأرضنة والإنسان معا بحيث تشكل معنى جديدا للأرض )