“نص كلمة!!”

#نص_كلمة !!”

د. محمد شواقفة

بصراحة شديدة لم استفق بعد من كمية الشعور بالخجل مما حدث في المجلس سئ الذكر و السمعة الا و تفاجئنا وسائل التواصل بفيديوهات لجموع مختلف اشكالها و ألوانها يتدافعون و يتراكضون فيما بدا و كأنه احتفالات بقدوم العام الجديد رغم التحذيرات و التتبيهات و التهديدات و الغرامات في حالة من الغوغائية و الانفلات تصيبك بالغثيان.
ليس مهما ما يحدث في المجلس اياه، لاننا نعرف من هم و من اين و كيف أصبحوا في هذا المكان… بمعنى كذبة و صدقناها و كلنا يعرف الصحيح!! لكن ظاهرة الحشود غريبة و عجيبة و لا أجد لها تفسيرا… و هذا فعلا يجعلنا نلتفت لهذا الجيل الذي يثبت كل يوم أنه بلا هوية و لا تحكمه أي معطيات منطقية. و لا أقصد جيل الشباب حصريا… بل الجيل الذي نجا من الكورونا لغاية الآن و لكن يبدو أن مشاكلنا فعلا أكبر بكثير من الوباء و بصراحة لا أجد تفسيرا الا أنه استهتار و غباء.
في بداية القرن ذهب مجموعة من المخاتير لمقابلة المحافظ الجديد ليشرح لهم نية الحكومة في عمل احصاء للمواشي و ذلك لغرض التخطيط أو لسبب في نفس أحدهم حينها. لم يفهم أغلبهم ما المقصود بالمواشي، فتنطح أحدهم و تجرأ سائلا المحافظ عن معناها. فكان الجواب الحكومي: هي تشمل كل ما يمشي على رجليه.
كانت نتيجة الارقام خيالية و مضاعفة من غالبية المخاتير بعد عدة شهور ، فقد كانوا يعدون الناس مع الاغنام و الدواب و الابقار و اضطرت الحكومة لتأجيل المشروع الى يومنا هذا!!
مذهل للغاية تقرير وزارة الصحة اليومي بتناقص أعداد الاصابات و لست أشكك بمصداقيته و لكنني متأكد أن احصائياتهم مثل احصاء المخاتير للمواشي مع تعديل بسيط.
كان الراعي في القرية يجمع كل خراف القرية و يبتعد بها في الشتاء البارد ليعيدها لاصحابها في الربيع… كان الراعي عنده ارقام محددة ولا يجرؤ ان يطعن بها أحد… فكان من يكرمه و يحسن وفادته بلا شك أغنامه تنجب التوائم و عكس ذلك فقد تكون اغنامه لم تحمل و لم تلد.
سأله أحد المراقبين، كيف تستطيع حصر الأعداد بهذه السهولة و الدقة و الثقة؟. فقال له: العملية سهلة ، فأنا أراقب أرجل الأغنام و أقسمها على أربعة…

” دبوس على المواشي”

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى