“نصف مليون لنجم سوشيال”.. وروّاد الدراما الأردنية بلا أعمال

#سواليف

الفن الأردني.. من الريادة في الثمانينيات إلى الغياب

أعمال أردنية تُعرض على الشاشة منذ 40 عامًا

أصدر عدد من #الفنانين #الأردنيين بيانين متتاليين، الأول قبل أيام والثاني اليوم، عبّروا فيهما عن استيائهم العميق من حالة الانقطاع الكامل لإنتاج #الأعمال_الدرامية المحلية، مما تسبب بغيابهم عن الشاشة الصغيرة لسنوات متتالية، مؤكدين أن القطاع يعاني من الإهمال وغياب الرؤية والدعم.

البيانات تضمنت مطالب واضحة بضرورة إيجاد حلول فعلية تُطبق على أرض الواقع، من شأنها أن تعيد للدراما الأردنية ألقها وتميزها، بعد أن أصبحت خارج دائرة المنافسة في السباق الرمضاني العربي، بينما تنشط جهات الإنتاج في معظم الدول المجاورة، دون أي أثر يُذكر للأردن حتى الآن.

وأكد الفنانون أن الفن هو مرآة الدولة، وأن الوقت قد حان لإنتاج #أعمال_أردنية تعيد الحضور والمنافسة كما كان عليه الحال في السبعينيات والثمانينيات، حين كانت #الدراما_الأردنية تتصدر المشهد العربي بجودتها وقوة مواضيعها.

الطراونة: خطة متكاملة لدعم الدراما والبرامج

في هذا السياق، قال رئيس مجلس إدارة #مؤسسة_الإذاعة_والتلفزيون، غيث الطراونة، إن المؤسسة وضعت خطة متكاملة لدعم الأعمال الدرامية والبرامج، تم إعدادها بشكل فعلي، تمهيدًا لتنفيذها قريبًا، مؤكدًا أن المؤسسة مقبلة على مرحلة تطوير مهمة.

وأشار الطراونة ، إلى أن هذه الخطة تأتي تنفيذًا لتوجيهات رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان، الذي شدد على ضرورة تطوير البرامج والإنتاجات الدرامية. وأضاف أن المؤسسة تأمل بتحقيق نتائج ملموسة في القريب العاجل، خاصة مع بدء التحضيرات للموسم الرمضاني القادم.

وأوضح أن الخطة الموضوعة تتضمن إنتاج أعمال درامية وبرامجية لرمضان المقبل، مؤكدًا أن المؤسسة تتفهم جيدًا الأوضاع الصعبة التي يمر بها الفنانون الأردنيون، وتُشعر بمعاناتهم.

وأضاف أن المؤسسة منفتحة على التعاون مع مؤسسات أخرى لتطوير عملية الإنتاج الفني، وأن الجودة الفنية هي البوصلة الأساسية التي تحكم قراراتها، مشددًا على أن أبواب المؤسسة مفتوحة لاستقبال كافة الأفكار التي تُثري المحتوى، شرط توافقها مع المعايير الموضوعة.

نصف مليون دينار لعمل فني… رقم طبيعي

وحول المعلومات المتداولة بشأن نية التلفزيون الأردني إنتاج عمل درامي جديد لأحد نجوم مواقع التواصل الاجتماعي، بميزانية تصل إلى نصف مليون دينار أردني، على الرغم ان العمل بسيط وحلقاته لا تتجاوز الـ 20 دقيقة للحلقة، “بحسب المعلومات الواردة”، قال الطراونة إن هذا العمل جاء كمقترح للتلفزيون، وسينفذ بهذا المبلغ بالفعل.

وأضاف: “أبواب التلفزيون الأردني مفتوحة لكل الأفكار التي تثري المحتوى الدرامي والبرامجي”، مؤكدًا أن رقم نصف مليون دينار يعتبر رقمًا طبيعيًا، بل أقل من الطبيعي في مجال إنتاج الأعمال الفنية، حسب وصفه.

وفيما أشار فنانون إلى أن أعمالًا فنية عُرضت مؤخرًا على شاشة التلفزيون لفنانين قديرين لم تتجاوز ميزانياتها 100 ألف دينار، نفى الطراونة هذه الأرقام، مؤكدًا أنها غير حقيقية وغير منطقية، ولا يوجد أي إنتاج درامي بميزانية أقل من 100 ألف دينار.

وأضاف أن عتب الفنانين مقبول ومفهوم، لكنه أوضح وجود مجلس نقابة للفنانين، يضم أعضاء مشاركين في مجلس إدارة مؤسسة الإذاعة والتلفزيون، يمكن من خلالهم إيصال المطالب.

وكشف أن موازنة المؤسسة الحالية لا تتجاوز 700 ألف دينار، واصفًا إياها بأنها “متواضعة جدًا” مقارنة بحجم الطموحات، لكن هناك توجهات لفتح آفاق جديدة من خلال التعاون مع جهات خاصة وحكومية لتوفير كلف إنتاج تضمن استمرار العمل.

وأوضح أن آخر إنتاج فني للتلفزيون الأردني كان مسلسل “الدوار العاشر” من بطولة منذر رياحنة، والذي تم عرضه في رمضان 2023، وقد تم إنتاجه بميزانية عامين متتاليين.

زهير النوباني: الإدارة السيئة أوصلت الفن للحضيض

من جانبه، قال الفنان القدير زهير النوباني إن سوء إدارة القطاع الفني والثقافي هي التي أوصلت الفن الأردني إلى هذه المرحلة الحرجة، مشيرًا إلى أن المشكلة ليست جديدة، بل تعود إلى أكثر من ثلاثين عامًا من التدهور.

وأوضح أن الدراما الأردنية شهدت انحدارًا واضحًا، في ظل غياب خطط رسمية تُعيد للقطاع تألقه، مضيفًا: “كنا ننافس في أقوى السباقات الدرامية العربية، وكانت أعمالنا تباع بأسعار ممتازة لما تتمتع به من جودة عالية وأفكار مميزة”.

وأشار النوباني إلى أن العديد من الأعمال الأردنية التي أنتجت قبل 40 عامًا، ما تزال تُعرض حتى اليوم، وتحقق قبولًا ونجاحًا في الأردن وخارجه، مما يثبت قيمة الفن الأردني وأصالته.

وأضاف ، أن الفن يشكل رافدًا اقتصاديًا مهمًا إذا تم استثماره بشكل صحيح، داعيًا إلى الاستفادة من تجارب دول مثل تركيا ومصر، التي أصبحت صناعاتها الفنية تدر ملايين الدولارات. وأكد أن الأردن كان رائدًا في هذا المجال، وقد تم تأسيس أهم الاستوديوهات العربية في الثمانينيات داخل المملكة.

وطالب النوباني بأن يكون لدى مؤسسة الإذاعة والتلفزيون موازنة خاصة للإنتاج الدرامي الأردني، لافتًا إلى أن هناك دينارًا مخصصًا من كل فاتورة كهرباء يمكن استخدامه لتمويل أعمال فنية وطنية تعبّر عن هوية المواطن وبيئته.

وختم بالإشارة إلى أنه منذ التسعينيات تم صرف عشرات الملايين على أعمال لم تحقق نجاحًا، باستثناء بعض التجارب مثل “وجه الزمان”، “أم الكروم”، و”أبو محجوب”، ما يدل على سوء إدارة الملف الفني في الأردن.

العبادي: الفنان الأردني يعيش عزلة خانقة وضنكًا ماليًا

بدوره، قال الفنان القدير محمد العبادي إن أزمة الإنتاج الفني الأردني بدأت منذ أوائل التسعينيات، نتيجة للظروف السياسية آنذاك، والتي أوقفت تسويق الدراما الأردنية في الخليج، مما تسبب في تراجع كبير على مستوى الكمية والنوعية.

وأشار إلى أن هناك شركة إنتاج فني أردنية كانت تصوّر أعمالًا عربية داخل استوديوهاتها، لكن بعد التدهور تم إغلاق مكاتبها، ومنذ ذلك الحين، أصبح الفنان الأردني يعيش في عزلة شبه تامة عن المحيط العربي.

وأضاف لـ أخبار حياة، أن التدهور استمر عامًا بعد عام دون أي حلول فاعلة، وأن الفنان الأردني أصبح في وضع أشبه بـ”العاطل عن العمل”، حيث لا توجد روافد مالية ولا مشاريع، مما تسبب بحالة من الضيق المالي الشديد.

وأكد العبادي أن الدراما هي مرآة البلد، والمُوثق الحقيقي لأحداثه، والفن هو المثقف الأول في ذهن المتلقي. وانتقد التوجه الجديد للتلفزيون الأردني بإنتاج أعمال لبعض نشطاء مواقع التواصل، متجاهلًا الفنانين أصحاب التاريخ الطويل والعطاء الكبير.

وتابع: “نجم السوشيال ميديا محدود المهارات، ولا يمكن الترويج له كعمل فني أمام الأعمال العربية”، مضيفًا أن الفنان هو سفير الدولة، ومن غير المقبول أن يتم تهميشه لصالح تجارب غير مدروسة لم تحقق نجاحًا شعبيًا في السابق.

وشدد العبادي على ضرورة احترام الموروث الفني الأردني، والعودة إلى قواعد الفن الأصيل، الذي يحمل رسائل وطنية وتاريخية، ويستحق أن يُعاد إلى واجهة المنافسة العربية.

الأسعد: بيانات الفنانين بلا استجابة.. والفقر يهدد بعضهم

وفي سياق متصل، قال نقيب الفنانين الأسبق، الفنان القدير ساري الأسعد، إن الفن الأردني يعاني من تجاهل رسمي وإعلامي واسع، مشيرًا إلى أن حالة التهميش وصلت إلى أعلى درجاتها.

وأكد الأسعد أن الفنان الأردني يحمل رسالة فنية سامية، لكن البيانات التي أُصدرت قبل أيام، ثم اليوم، لم تجد أي تفاعل أو متابعة حقيقية، مما يعكس أن قضايا الفنانين ليست أولوية لدى الجهات الحكومية.

وأضاف: “بعض الفنانين الذين قدموا الكثير من الأعمال الفنية الكبيرة، لا يملكون قوت يومهم اليوم”، مطالبًا بإشراك الفنان الأردني في مواقع صنع القرار، وفي المؤسسات الحكومية القادرة على دعم وتطوير القطاع.

وتساءل الأسعد من خلال أخبار حياة : “إذا كانت سوريا، التي مرت بحروب طويلة، قادرة على إنتاج 16 عملًا دراميًا لرمضان القادم، فهل تعجز الدولة الأردنية عن تخصيص 2 أو 3 ملايين فقط سنويًا للإنتاج الفني؟”، مشددًا على أن الفنان لا يمكنه إنتاج عمله بنفسه في ظل الأزمة الاقتصادية.

وختم حديثه مؤكدًا أن المرحلة تتطلب إنتاج أعمال ذات وزن وقيمة حقيقية، حيث يعيش الأردن وسط طوق نار إقليمي، ويجب استثمار الفن لإيصال رسائل وطنية ومعنوية تعزز الانتماء والثوابت الوطنية.

المصدر
أخبار حياة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى