سواليف
أعلن الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله إنهاء تواجد قواته في السلسلة الجبلية الشرقية للحدود بين لبنان وسوريا.
وقال نصرالله في كلمة له خلال إحياء الذكرى السنوية الأولى لاغتيال القيادي في الحزب مصطفى بدر الدين والذي قتل بعد قصف موقعه في سوريا إن “المهمة أنجزت” وتم إنهاء أي تواجد للمسلحين في تلك المناطق ولم يعد أي داع لتواجدنا هناك.
وألقى نصر الله باللائمة على الدولة اللبنانية وقال: “المنطقة كانت مسؤوليتها ولو خرجت من البداية لتلك المنطقة وواجهت المسلحين لما كان هناك داع لخروجنا”.
ولفت إلى أن ملف تلك المنطقة الآن بكامل المواقع والتحصينات التي كانت أنشأناها هناك أصبح تحت تصرف الدولة ولدي معلومات أنهم خرجوا أو سيخرجون لاستلامها خلال الأيام القادمة.
لكن نصر الله قال إن تلك المنطقة ستبقى عيوننا عليها بطريقتنا لمنع أي اختراق او تواجد مسلح فيها يتحرك باتجاه لبنان مضيفا أن قوات النظام السوري أعادت الانتشار على الطرف الآخر من الحدود وسيتم التنسيق مع قواتنا هناك لمراقبة المنطقة ومنع الاختراقات.
تغيير ديمغرافي بسوريا
وفي الملف السوري هاجم حزب الله تركيا والسعودية وقطر واتهمها بممارسة تغيير ديمغرافي في المناطق السورية وتهجير السكان.
وقال نصر الله “على مدى سنوات كان يقال إيران وسوريا تريد عمل تغيير ديمغرافي في مناطق السنة” متسائلا “من يريد عمل تغيير ديمغرافي يناقش حتى الآن السماح للزوار الإيرانيين بزيارة مقام السيدة زينب”.
وزعم أن المنطقة الحدودية بين سوريا ولبنان والتي شهدت تسويات تقضي بتبادل السكان أنه “لم يتم تغيير التركيبة السكانية فيها ولم يأخذ أحد بيوت السكان”.
وأضاف “أهل المنطقة الحدودية ما زالوا فيها ولم يخرجوا ولم يأت مكانهم إيرانيون ولا حتى عراقيون أو شيعة ليأخذوا بيوتهم” على حد قوله.
ولفت إلى أن أهل الفوعة وكفريا الذي خرجوا من قراهم في ريف إدلب باتفاق التبادل مع الزبداني “لم يذهبوا إلى الزبداني ويأخذوا بيوتها”.
وقال إنهم توزعوا بين دمشق واللاذقية ومناطق أخرى مضيفا “لكن هؤلاء سوريون ومن حقهم التواجد في أي مكان”.
وفي معرض الرد على الاتهامات للحزب والنظام السوري بعمل تغيير ديمغرافي قال نصر الله: “اعملوا استبيان عن المذاهب والطوائف التي تبقت في مناطق سيطرة المعارضة المسلحة المدعومة من هذه الدول وستجدون أنهم جميعا قتلوا أو ذبحوا على أسس طائفية بل حتى على أسس فصائلية مثلما حدث في الغوطة الشرقية وانتظروا شو بدو يصير في ادلب” على حد وصفه.
ولفت إلى أن المجلس الشرعي لجبهة النصرة في إدلب اعتبر كل اطراف المعارضة المسلحة المشاركة في استانة ارتكبت فعل خيانة وكفر على الرغم من أنهم جميعا من أهل السنة والجماعة” وفقا لقول نصر الله مشيرا إلى أن “التغيير الديمغرافي يطال الجميع بما فيهم السنة الذي لا يعقدون الولاء لهذا الفصيل أو ذلك”.
وفي الشأن المتصل بالملف السوري دعا نصر الله المعارضة المسلحة المتواجدة في بلدة عرسال الحدودية والجرود الجبلية حولها إلى التفاوض من أجل تأمين خروجهم من المنطقة مقابل تسليمها دون قتال.
وقال نصر الله: “أخاطب من بقي من الجماعات المسلحة في جبال القلمون الغربي وجرود عرسال في ضوء كل التطورات الجارية بدمشق والمنطقة الحدودية وحمص وغيرها أنه معركتكم بلا أفق ولا نتيجة ولا مستقبل”.
وأضاف “خلينا نحل المشكل وخلي أهل عرسال يرجعوا ونخفف العبء عن لبنان ونحن كحزب الله جاهزين لضمان أي تسوية”.
وتابع: “مثل كل التسويات التي حصلت يمكن التفاوض على الأماكن التي تفضلون الذهاب إليها مع أسلحتكم الفردية وعائلاتكم لإغلاق الملف وبحث ملف النازحين وإعادة أكبر قدر ممكن ممن يرغبون إلى قراهم في مناطق سيطرة النظام السوري”.
وتحدث نصر الله بسخرية وقال: “خلينا نعالج الأمر بالتي هي أحسن وأحلام جمهورية عرسال من الجبال إلى البحر الأبيض المتوسط انتهت والتواجد في الجبال أصبح عبئا”.
حلفاء النظام السوري
وعلى صعيد العلاقة بين حزب الله والنظام السوري وإيران من جهة والتحالف مع روسيا في التدخل بسوريا من جهة أخرى قال نصر الله إن العلاقة بين الحلفاء والتنسيق بينهم سياسيا وعسكريا “أكثر انسجاما من أي وقت مضى”.
وقال نصر الله: “كثر الحديث منذ مدة عدم عن عدم انسجام الحلفاء في سوريا” مضيفا “روسيا ليست من محور المقاومة ولا تحاسب على موقفها من صراعنا مع إسرائيل لكن في الملف السوري الانسجام سياسيا وعملياتيا وعلى الأولويات أفضل ما يكون”.
ولفت إلى أن ما يحصل في سوريا هو “التقاء لجملة من حلفاء سوريا داخل سوريا وبعض الناس تعيش على الاوهام ونحن منسجمون أكثر من أي وقت مضى وما يقال هو من باب بث الوهن في هذه الجبهة”.
وأضاف: “دار حديث في الآونة الأخيرة عن اتفاق بين روسيا وأمريكا سيطلب من حزب الله الانسحاب من سوريا وإذا قال النظام وحلفاؤه شكرا لكم سنكون مبسوطين” على حد قوله.
لكنه قال إن “الموجود هو عكس هذا الكلام والحلفاء يطلبون منا التواجد في أماكن لسنا فيها أو حتى تعزيز أماكن تواجدنا فيها ونحن حين يطلب ذلك ندرس الأمر ونقدر مصلحتنا”.
وتابع “نحن دخلنا مرحلة جديدة وحساسة والجماعات المسلحة في حال أسوأ”.
وفي إطار المفاوضات الجارية بين النظام السوري والمعارضة المسلحة برعاية روسية تركية إيرانية في أستانة قال نصر الله إن وسائل الإعلام الخليجية والعربية تقول إن إيران وحزب الله يريدون تخريب وقف إطلاق النار.
وزعم نصر الله أن “أي وقف إطلاق نار يوافق عليه النظام السوري نوافق عليه نحن” مضيفا “لسنا جزءا من التفاوض الأمني ولا السياسي ونحن ذهبنا في مهمة واضحة لمساعدة النظام ضد الجماعات المسلحة التي تريد إسقاطه” على حد قوله.
المهدي المنتظر وابن سلمان
إلى ذلك هاجم نصر الله ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على خلفية تصريحاته الأخيرة مع الإعلامي السعودي داوود الشريان وتطرق فيها إلى المبادئ التي تقوم عليها إيران وخاصة في “المهدي المنتظر”.
وقال نصر الله إن ابن سلمان ارتكب أخطاء كبيرة في العديد من الملفات ومنها اليمن وغيرها لكنه ارتكب خطأ في الحديث عن المهدي المنتظر.
وسخر نصر الله من حديث ابن سلمان وإشارة إلى أنه لا يستطيع التفاهم مع إيران بسبب “اعتقادها بالمهدي المنتظر” وقال “حديث ابن سلمان ترداد لما تقوله العائلة المالكة كبار علماء السعودية والنظام لكن المهدي لن يخرج من الضاحية الجنوبية ولا من إيران بل من مكة”.
وأضاف: “كان لازم العلماء يثقفوه ويعطوه شوية دروس أن الإمام المهدي عليه إجماع من المسلمين وسيخرج في آخر الزمان من ولد رسول الله وفاطمة ليملأ الأرض قسطا وعدلا وتجمع عليه الطوائف” على حد قول نصر الله.
وتابع: “يا حضرة ولي ولي العهد المهدي مالوش دخل بإيران إنت مشكلتك ليست سياسية لكنك تخوض حرب دينية عقائدية وأنت تحوله لنزاع مذهبي بكل الأحوال”.
وقال نصر الله: “الذين يعتقدون أنه ولد أو سيولد نقول أنه سيملأ الأرض عدلا بعد أن ملأت جورا وأنت يا ابن سلمان لن تستطيع أنت لا آباؤك ولا أجدادك ولا أحفادك تغيير القدر الإلهي وننصح كل ظالم وطاغ بالتوبة لأننا لا نعرف متى تدق ساعة الحقيقة”.
إسرائيل العظمى
وعلى صعيد الوضع الأمني مع إسرائيل والحديث الأخير عن عزم الجيش الإسرائيلي بناء جدار حدودي من رأس الناقورة شمال فلسطين المحتلة على الساحل وعلى كامل الحدود مع لبنان قال نصرالله إن هذا يدل على “انتهاء مشروع إسرائيل العظمى”.
وأضاف نصر الله: “من دلالات هذا الإعلان أيضا انتهاء مشروع إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات وانحساره ببقعة جغرافية بالإضافة إلى أنه يكشف عن هزيمة ورعب وخوف واعتراف بانتصار لبنان”.
ورأى أن “المقاومة في لبنان وفلسطين أوصلوا العدو لنتيجة أنك لا تستطيع البقاء في لبنان ولا في غزة على الرغم من صغر المساحة الجغرافية للمنطقتين وعدد السكان القليل والوضع الاقتصادي الصعب”.
وقال نصر الله إن من النتائج المتحققة من بناء الجدار الإسرائيلي على حدود لبنان “شعور سكان الجنوب اللبناني وراشيا وحاصبيا والفلسطينيين بالداخل اللبناني بالأمان” على حد وصفه.
وعلى صعيد التهديدات الإسرائيلية باللجوء إلى المواجهة العسكرية قال نصر الله إن الاحتلال منذ عام 2006 وهو يطلق هذه التهديدات وإذا ما تحولت الأمور لجدية يخرجون وينفون.
ولفت إلى أن التهديدات أطلقت وستبقى تطلق وجزء كبير منها بغرض الحرب النفسية” مضيفا: “لبنان لم يعد نزهة لإسرائيل وإذا حصلت مواجهة قادمة فلن تكون صواريخ المقاومة هناك بل ربما أقدام المقاومة” وفقا لقوله.
الحج وترامب
وتطرق نصر الله خلال خطابه إلى إضراب الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال وشن هجوما على القمة السعودية الأمريكية خلال زيارة الرئيس الأمريكية دونالد ترامب المقبلة للرياض.
وقال نصر الله: “الناس تحج لمكة والمدينة لكن الزعماء العرب والخليجيين سيحجون لزيارة ترامب في السعودية” متسائلا “هل سيكون ل 1500 أسير مضرب عن الطعام وآلاف الأسرى في السجون مكان في هذه القمة؟”.
وأضاف: “هل يمتلك الزعماء العرب والمسلمون الجرأة والشجاعة على الطلب من ترامب الداعم لإسرائيل الضغط لتحقيق مطالب إنسانية لا سياسية للأسرى”.
يشار إلى أن حفل إحياء الذكرى السنوية الأولى لاغتيال بدر الدين شهد عرض لقطات مصورة قديمة له خلال سنوات عمله في حزب الله ولقطات ومعلومات تنشر للمرة الأولى عن بعض العمليات التي شارك في التخطيط لها.
عربي 21