
مقال الخميس 25-12-2025
#أحمد_حسن_الزعبي
يقولون أن منخفضاَ جوياً قادم الينا يوم السبت القادم ،وربما يتبعه شقيقه الذي تعثّر بجبال شاهقة من الشمال البعيد، تفقّدت #مخزون_الكاز تحت بيت الدرج ، وعدد علب الفول التي اشتريتها من المؤسسة ،لدينا #طحين ، ودبس وطحينية ، رميت ما تبقّى لديّ من #حبوب ٍ في #دفتر_الأرض ، صنعت مآوٍ للكلاب البريّة في حقل الزيتون كي تختبئ من #المطر، ووشوشت #العصافير التي على #أسلاك_الكهرباء بالنشرة الجوية، ترى هل تتابع العصافير النشرات الجويّة؟ كيف تقضي ليلها في ريح ستتجاوز سرعتها 70 كم في الساعة ، بماذا تحدّث صغارها في #الليالي_الماطرة ، ماذا تملك غير #الريش لتنتج كل هذا #الدفء وهذا #الحب..لماذا لا تخاف من غدٍ مجهولٍ مثلنا؟..
أنا أكتب للمطر ،للعشّاق ، للفقراء ، للبسطاء الذين لا تتجاوز أحلامهم “توافه” #المترفين ، لا يهمّني ان قرأ لي سياسي أو مفكّر أو رجل أعمال..أنا #قبضة_تراب أحضن #بذرة ، أسقيها من رحيق أملي ، ولا أبخل عليها من لقاحات ألمي ، أثبّتها في وجه #الريح حتى تستحيل #شجرة ، تلوذ بها كل #العصافير الممكنة التي لا تتابع أبداً النشرات الجوية..
يقول أولادي أنني تغيّرت كثيراً في السنوات الأخيرة ، صرت عاطفياً فوق المعتاد، قلقاً فوق المعتاد ، صبوراً فوق المعتاد ،يقولون صرت أقرب إلى الظواهر الجوية منه إلى #الإنسان، تمطر فجأة تصفو فجأة ،وتتساقط أوراقك فجاة ،ثم تزهر من جديد فجأة في نفس الجلسة ، قلت لهم أنا خزعة من #الغيم ،أنا #ابن_الغيم ، أسير بلا أقدام ، أرى بلا عينين ، أمطر حبراً بلا يدين ، أتبخّر ، أتكثّف، أتشكّل ، أتبدّد..كلما أمرتني السماء وكما أمرتني السماء ..أنا غيمة بلا وطن أحلّق لأحيا..أنا إن انخفضتُ استحلت ضباباً ، أموت وتلعنني الناس..
لا أكتب للانتشار ،ولا أكتب للتسلية ، انا أكتب للدفء ،للحب ، للذين يخزّنون النصوص على هواتفهم أو يطبعونها ويطوونها بين دفاترهم..أنا أكتب للياسمين الذي لا يتغيّر لونه مهما تبدّلت الفصول..
Ahmed.h.alzoubi@hotmail.com




