نسيت أن أعيش / حسين محمود حشكي

نسيت أن أعيش

يقولون أرهقته الذكريات فقرر أن يستقيل من الذاكرة ،،،
كيف ؟! وهل هناك من يستقيل من الذاكره ؟؟! لم لا ! أليست مكتبا ومفكرة ؟! أليست من كتب فيها أمسه وغده وحاضره ؟؟ أليست من دوّن عليها كل ماتذكر من الوجوه وماقد أنكره ؟؟ اليست لحظات العمر مذ أطلق صرخته الآولى معلناً وصوله محطة الحياة حتى لحظاته الآخرة ؟؟ كم مرة قرر أن يستقيل أو أن يهرب من حاضره ؟ كم مرة
خانته العبرة وهو يرجوها أن تسعفه من ألم أقض مضجعه ؟
عاش يبحث عن سعادة موهومة وسراب خادع ،،، حينما تقدم خطوة ليضاف الى سجل القادمين وسط الصراخ والعويل ، ولم تكد تمضي اللحظات اذا هو يستعد للالتحاق بموكب المغادرين وسط البكاء والنحيب
فهل كانت الخطوات الممتدة مابين بوابة القادمين المحملة بهدايا الأماني والأحلام حتى صالة المغادرين المثقلة بكشوف الحسابات الى أخمص القدمين كافية لتهبه قطرات من السعادة الكاذبه
مابين بوابة القادمين وصالة المغادرين لحظة لم يكد يستبين ملامحها فقد انشغل حد الموت ليتلقى تعليمه وانشغل حد الموت لينهي دراسته ، وانشغل حد الموت ليتطور في وظيفته وكم مرت عليه ليال ٍمن الهموم والأرق ليؤمن لأبنائه حياة كريمة ، وكم عانى ليوفر لهم مايكفيهم، ويسد حاجتهم
وكم جفاه النوم وهو يفكر كيف ينمي تجارته ليورثها لهم وكم وكم وكم
وهاهو الآن يعاني سكرات الموت وحيداً فالأبناء منشغلون حد الموت ليكرروا ماقدم لهم ، وكم تمنى لو أنهم يسمعونه وهو يهمس بكلماته مودعاً كل شئ : لقد تذكرت أن أقدم لكم كل شيء ، ولكنني نسيت أن أعيش

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى