نسوان حارتنا في مكتب رئيس الجامعة / محمود الشمايلة

نسوان حارتنا في مكتب رئيس الجامعة

الصباح يمتلئ بأشعة الشمس وثمة الكثير من الدفء في الارجاء ، ليس هناك شيء مختلف سوى أنني لم أجد الحاجة أم ابراهيم في بيتها ، طرقت الباب عدة مرات ولم يجب أحد، ظهرت أحدى جاراتها واخبرتني انها غادرت باكرا لاسفل الحي .
أعلمتني أمي ان ام ابراهيم ستذهب لمقابلة رئيس الجامعة ، أخذت معها بعض النسوة وبعضهن التحق بالركب حينما توقف باص الحي .
هكذا فقدت الأمل في ان ارد أم ابراهيم عن مشروعها الذي تحدثت عنه ليلة الامس ، أصرارها كان أكبر من محاولاتي في اقناعها لنسيان الأمر .
قالوا أن النسوة استطاعن ان يدخلن الى حرم الجامعه دون ابراز الهويه الشخصية ،
فلا أحد يستطيع أن يقف في وجه المدارق المطرزه والوشم الساحر على الوجوه وعصابة الرأس التي توحي بالكثير من الوقار والحكمه .
وصلت أم ابراهيم وصحبها الى مكتب الرئيس بمساعدة العديد من الاسئلة عن المكان ..
طرقت أم ابراهيم الباب بعصاها وهي تبسمل كما طرقت السلام وسؤالها الاهم :
اشارت الى الموظف بعصاها وهي تسأل :
انت مدير الجامعة يا ولد ؟!
الشاب : اتفضلي يا حجة انا مدير مكتبه ، بشو بقدر اخدمك؟
ام ابراهيم : انا بقول ودي المدير بس .
الشاب : والله يا حجة الرئيس عنده اجتماع الان ، احكيلي شو بدك فيه وان بحكيله.
ام ابراهيم تدير رأسها نحو النسوة وهي تردد : الله يقطع اجتماعات الكذب ، كلها سواليف فاضية .
يا ولد فوت على عمك وقول ليه ام ابراهيم ودها اياه.
الشاب : طيب اتفضلي اقعد يا حجة .
تنتشر النسوة على المقاعد المتاحه غير ان ام سليمان وخديجة تقاسمن المقعد الاخير بالتساوي .
ما هي الا لحظات حتى خرج عدد من الموظفين من المكتب المجاور ، تتعرف ام سليمان على احدهم وتسأله :يا ولد انت سعد ؟
يجيب الشاب : هلا يا ام سليمان كيف حالك .
تدير ام ابراهيم رأسها وتسأل ام سليمان : منوه هاضا ؟
تجيب : هذا سعد ابن مريم .
يقبل سعد على ام ابراهيم ويلقي الكثير من السلام : كيف حالك يا جده ، خير ويش فيه .
تبادره ام ابراهيم بتهكم : هسا الرئيس الجامعة مجتمع معك ؟؟؟!!
يشعر الشاب بخجل شديد لانه يعرف سلاطه لسان ام ابراهيم .
يعود مدير المكتب ويطلب من ام ابراهيم ان تدخل الى مكتب رئيس الجامعة .
تتوزع النسوة على المقاعد فيما تجلس ام ابراهيم امام طاولة الرئيس وتركن عصاها جانبا .
الكثير من السلام والسؤال عن الحال ، واجابة الرئيس كانت باقتضاب مفتعل رافقها النظر الى ساعة يده .
الرئيس : اتفضلي يا حجة بشو بقدر اخدمك ؟؟
ام ابراهيم :بتهكم هو انت قادر تخدم حالك ؟!
اسمع خيوه انا ام ابراهيم وابن ابني وزير وعيال عيالي كلهم باشوات ومدرا في الدولة .
يعني سواليفك ما بتمشي معي .
اقعد بدون ما اتطل على الساعه .
الرئيس : خير يا حجة شو فيه .
ام ابراهيم : سمعت انك ودك اتشكل لجنة عشان تشتري 5 نسخ من كتاب نسوان حارتنا .
واللجنة ودها تجتمع وتدرس واتراجع واتحقق و يجيك مراجع من آخر الدنيا ملهفوف على ابنه ويطلع واحد يقول اله الرئيس مش فاضي عنده اجتماع تعال بكره .
ان بريحك من السالفه : هذا كتاب نسوان حارتنا . عارف شو يعني كتاب نسوان حارتنا ؟؟!!
هذا الكتاب لازم تتوضا قبل ما تفتحه وتقرا فيه .
لانه بسولف عن نسوان الوطن الطاهرات العفيفات الي ربن عيالهن احسن ترابيه وصاروا وزرا ونواب ومهندسين ودكاتره ورؤساء جامعات . عرفت شوو ؟؟؟!
يا حجة والله القانون والتعليمات لا تسمح .
اسمعوا خيوه القانون الي بسمح الك تعيين 4 نواب لحضرتك ، واذا غبت ما بلاقي ولا واحد فيهم ، اكيد بسمح لدفع نيرتين ونص ، انت شو بتعرف عن الموظفين المقهورن والمظلومين في الجامعة وكل ظلمهم كان بالقانون …. يعني ظلم شرعي.
تستمر ام ابراهيم في كلامها فيما يشغل الرئيس نفسه بجهاز الكمبيوتر المجاور .
يدخل المراسل ويقدم القهوة الساده لام ابراهيم .
تحتسي ام ابراهيم القهوه ، ثم تنادي على المراسل بغضب : يا ولد تعال لويه رحت ، شفتني هزيت الفنجان ؟ هيك اهلك علموك .
ثم تنظر الى الرئيس وهي تقول : اسمع خيوه ترى العيون مغاريف الحكي ، ودي اعلمك هذا الكلام الي ما اخذته في القرايه . دشر الي في ايدك وخلي عينك في عيني وانا بحكي .
تكمل ام ابراهيم حديثها ، يهم الرئيس في الوقوف على قدميه ويمد يده لام ابراهيم مسلما و معلنا بذلك انتهاء المقابلة ، ولكن ام ابراهيم تدير وجهها الى النسوه غير آبه به
وتطلب منه ان يعود الى مقعده ، و هي تقول : اسمع خيوه انا ما خلصت حكي
خليك محترم وارجع مكانك.
تنظر اليه بازدراء ، تصمت قليلا ربما كثيرا ربما أكثر من ذلك القهر المعشعش في اروقة مبنى الرئاسة .
تقع عيناها في عيني الرئيس لدرجة انه لم يستطع ان يشيح بوجهه عنها ،،،
ابتسمت ام ابراهيم ، فابتسم الرئيس ،
قالت : هل عرفت الان ماذا يعني كتاب نسوان حارتنا ؟!
غاردت ام ابراهيم مع رفيقاتها بوابه الجامعه الرئيسية ، قالوا ان ام ابراهيم استغلت وجودها في مؤته وقررت زيارة ام مدالله والحاجة سالمة وام هيثم وبعض الصديقات في ذات البلده.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى