نسوان حارتنا في مكتب رئيس الجامعة
الصباح يمتلئ بأشعة الشمس وثمة الكثير من الدفء في الارجاء ، ليس هناك شيء مختلف سوى أنني لم أجد الحاجة أم ابراهيم في بيتها ، طرقت الباب عدة مرات ولم يجب أحد، ظهرت أحدى جاراتها واخبرتني انها غادرت باكرا لاسفل الحي .
أعلمتني أمي ان ام ابراهيم ستذهب لمقابلة رئيس الجامعة ، أخذت معها بعض النسوة وبعضهن التحق بالركب حينما توقف باص الحي .
هكذا فقدت الأمل في ان ارد أم ابراهيم عن مشروعها الذي تحدثت عنه ليلة الامس ، أصرارها كان أكبر من محاولاتي في اقناعها لنسيان الأمر .
قالوا أن النسوة استطاعن ان يدخلن الى حرم الجامعه دون ابراز الهويه الشخصية ،
فلا أحد يستطيع أن يقف في وجه المدارق المطرزه والوشم الساحر على الوجوه وعصابة الرأس التي توحي بالكثير من الوقار والحكمه .
وصلت أم ابراهيم وصحبها الى مكتب الرئيس بمساعدة العديد من الاسئلة عن المكان ..
طرقت أم ابراهيم الباب بعصاها وهي تبسمل كما طرقت السلام وسؤالها الاهم :
اشارت الى الموظف بعصاها وهي تسأل :
انت مدير الجامعة يا ولد ؟!
الشاب : اتفضلي يا حجة انا مدير مكتبه ، بشو بقدر اخدمك؟
ام ابراهيم : انا بقول ودي المدير بس .
الشاب : والله يا حجة الرئيس عنده اجتماع الان ، احكيلي شو بدك فيه وان بحكيله.
ام ابراهيم تدير رأسها نحو النسوة وهي تردد : الله يقطع اجتماعات الكذب ، كلها سواليف فاضية .
يا ولد فوت على عمك وقول ليه ام ابراهيم ودها اياه.
الشاب : طيب اتفضلي اقعد يا حجة .
تنتشر النسوة على المقاعد المتاحه غير ان ام سليمان وخديجة تقاسمن المقعد الاخير بالتساوي .
ما هي الا لحظات حتى خرج عدد من الموظفين من المكتب المجاور ، تتعرف ام سليمان على احدهم وتسأله :يا ولد انت سعد ؟
يجيب الشاب : هلا يا ام سليمان كيف حالك .
تدير ام ابراهيم رأسها وتسأل ام سليمان : منوه هاضا ؟
تجيب : هذا سعد ابن مريم .
يقبل سعد على ام ابراهيم ويلقي الكثير من السلام : كيف حالك يا جده ، خير ويش فيه .
تبادره ام ابراهيم بتهكم : هسا الرئيس الجامعة مجتمع معك ؟؟؟!!
يشعر الشاب بخجل شديد لانه يعرف سلاطه لسان ام ابراهيم .
يعود مدير المكتب ويطلب من ام ابراهيم ان تدخل الى مكتب رئيس الجامعة .
تتوزع النسوة على المقاعد فيما تجلس ام ابراهيم امام طاولة الرئيس وتركن عصاها جانبا .
الكثير من السلام والسؤال عن الحال ، واجابة الرئيس كانت باقتضاب مفتعل رافقها النظر الى ساعة يده .
الرئيس : اتفضلي يا حجة بشو بقدر اخدمك ؟؟
ام ابراهيم :بتهكم هو انت قادر تخدم حالك ؟!
اسمع خيوه انا ام ابراهيم وابن ابني وزير وعيال عيالي كلهم باشوات ومدرا في الدولة .
يعني سواليفك ما بتمشي معي .
اقعد بدون ما اتطل على الساعه .
الرئيس : خير يا حجة شو فيه .
ام ابراهيم : سمعت انك ودك اتشكل لجنة عشان تشتري 5 نسخ من كتاب نسوان حارتنا .
واللجنة ودها تجتمع وتدرس واتراجع واتحقق و يجيك مراجع من آخر الدنيا ملهفوف على ابنه ويطلع واحد يقول اله الرئيس مش فاضي عنده اجتماع تعال بكره .
ان بريحك من السالفه : هذا كتاب نسوان حارتنا . عارف شو يعني كتاب نسوان حارتنا ؟؟!!
هذا الكتاب لازم تتوضا قبل ما تفتحه وتقرا فيه .
لانه بسولف عن نسوان الوطن الطاهرات العفيفات الي ربن عيالهن احسن ترابيه وصاروا وزرا ونواب ومهندسين ودكاتره ورؤساء جامعات . عرفت شوو ؟؟؟!
يا حجة والله القانون والتعليمات لا تسمح .
اسمعوا خيوه القانون الي بسمح الك تعيين 4 نواب لحضرتك ، واذا غبت ما بلاقي ولا واحد فيهم ، اكيد بسمح لدفع نيرتين ونص ، انت شو بتعرف عن الموظفين المقهورن والمظلومين في الجامعة وكل ظلمهم كان بالقانون …. يعني ظلم شرعي.
تستمر ام ابراهيم في كلامها فيما يشغل الرئيس نفسه بجهاز الكمبيوتر المجاور .
يدخل المراسل ويقدم القهوة الساده لام ابراهيم .
تحتسي ام ابراهيم القهوه ، ثم تنادي على المراسل بغضب : يا ولد تعال لويه رحت ، شفتني هزيت الفنجان ؟ هيك اهلك علموك .
ثم تنظر الى الرئيس وهي تقول : اسمع خيوه ترى العيون مغاريف الحكي ، ودي اعلمك هذا الكلام الي ما اخذته في القرايه . دشر الي في ايدك وخلي عينك في عيني وانا بحكي .
تكمل ام ابراهيم حديثها ، يهم الرئيس في الوقوف على قدميه ويمد يده لام ابراهيم مسلما و معلنا بذلك انتهاء المقابلة ، ولكن ام ابراهيم تدير وجهها الى النسوه غير آبه به
وتطلب منه ان يعود الى مقعده ، و هي تقول : اسمع خيوه انا ما خلصت حكي
خليك محترم وارجع مكانك.
تنظر اليه بازدراء ، تصمت قليلا ربما كثيرا ربما أكثر من ذلك القهر المعشعش في اروقة مبنى الرئاسة .
تقع عيناها في عيني الرئيس لدرجة انه لم يستطع ان يشيح بوجهه عنها ،،،
ابتسمت ام ابراهيم ، فابتسم الرئيس ،
قالت : هل عرفت الان ماذا يعني كتاب نسوان حارتنا ؟!
غاردت ام ابراهيم مع رفيقاتها بوابه الجامعه الرئيسية ، قالوا ان ام ابراهيم استغلت وجودها في مؤته وقررت زيارة ام مدالله والحاجة سالمة وام هيثم وبعض الصديقات في ذات البلده.